د. "هدى بسيوني" تكتب : التسامح والسلام لشعوب العالم
بقلم : د.هدى بسيوني
التسامح هو لغه القلوب،السلام هو لغة العقول ، جميعنا يستحق حياه بلا حقد، وبلا كراهية، ويغمرها المودة، كيف نكون أنا وأنت هذا الإنسان؟ هل نستطيع؟
نعم..نستطيع أن نكون أفضل بالحب والمودة والتقوى والمعروف والإحسان.
فجميع الأديان تحث على التسامح السلام والمودة والمساواة واللين في الحديث..كيف ذلك؟
الأوامر الإلهية للأنبياء ـ أصحاب الديانات السماوية ـ بالكلمة اللينة :-
* الله ـ سبحانه وتعالى ـ أمر سيدنا موسي عليه السلام أن يخاطب فرعون بقول لين.
*الله ـ سبحانه وتعالى ـ أمر السيد المسيح عيسى عليه السلام "أن حب أعدائك".
*الله ـ سبحانه وتعالى ـ أمر خاتم النبيين المصطفى عليه الصلاة والسلام أن يكون لين القلب في دعوته للناس وفي نشره للإسلام ونقاشه مع الجميع .
الله ـ سبحانه وتعالى ـ أمرنا بالمودة والحب محور "ثقافة التسامح والسلام ودعم استقرار المجتمعات" ، وأهمية إرساء ثقافة التسامح والسلام في دعم واستقرار المجتمعات ، وكيف تنهض المجتمعات بنفسها في إطار ثقافة التسامح والسلام النفسي.
أصبحت مجتمعاتنا العربية في حاجه إلى حوار دائم فعال بين الناس وبصفة خاصةالشباب الذي يجب أن يكون على قدم المساواة مع تحديات العصر ويتوجه للاتصال الحقيقي بعيدًا عن المجتمع الافتراضي، ومواقع التواصل الوهميه.
فقد أصبحنا نعيش في جزر منفصله داخل المنزل الواحد ، فثقافه الأبواب المغلقه ازدادت، فأصبحنا منغلقين على أنفسنا ، نجوب العالم الإفتراضي، معتقدين أننا نتزود بالثقافات المختلفة، ولكننا نزداد حزنًا ، نزداد كآبة ، نزداد بعدًا، نزداد زيفًا. كيف ذلك؟ ألم يكن من المفترض أن نتواصل اجتماعيًا؟ للأسف أصبحنا متباعدين بعد الأرض والسماء،أصبحنا نهنئ ، نعزي ، نتألم على الفيس بوك ، نكتب مشاعرنا إلكترونيًا، وبالإيموشن أحيانًا بدلاً للحروف.
اجتاحتنا العلوم الإلكترونيه، واستعمرت عقولنا الأحرف الإلكترونية.. وهماََ منا أننا نتقدم، ولكننا بالحقيقة نزداد بعدًا ووحده ، التكنولوجيا الحديثه جعلتنا تُعساء ، فأصبحنا نرى الرسائل ولا نرد ، نغلق هواتفنا ولا نرد ، نستخدم التقنيات الحديثه فنرة الاتصال ولا نرد، أوجدنا التمييز بعقولنا وقلوبنا حين يطلب منا الهاتف الذكي اختيار أرقام مميزه ترد عليها فقط ، أوتطلبها فقط ،أو اختيار أصدقاء يروك أويحادثوك فقط، عفوًا ياسادة لقد احترفنا التمييز والتفرقه.
أصبحنا عنصريين في علاقتناوتشهد علينا قوائم البلوك ، والبلاك ليست كلها صنيعتنا باستخدام مفهوم التكنولوجيا الخاطئ، دعونا لانظلم التقدم التكنولوجي، لكنا يجب أن نأخذ مايهمنا ويفيدنا ويقربنا بعضنا البعض من أجل مجتمع متسامح يعلوه السلام.
وهو الأمرالذي يتعين معه معرفه كافةجوانب قضية التسامح والسلام، فدعونا نعرف بعض نماذج الإنسانية والتسامح والسلام :
النموذج الأول : نموذج التسامح والسلام
*من الأفكار الرائعة بإحدى الدول الأجنبية *
تم دمج دار لرعاية المسنين مع دار للأيتام ، وكانت النتيجة أفضل بكثير من المتوقع، أصبح لكبار السن أحفاد ، ولم يشعروا بالوحدة أبدًا، أما الأيتام اقتنعوا بأن كبار السن هم أجدادهم الحقيقين وألفوهم وتعلموا منهم ... والنتيجةكانت هي الأصلح لقلوبهم فأورثت التسامح والسلام.
التسامح ظهرفي قلوب الأجداد الذين فقدوا الأبناء، واضطرَوا إلى العيش بدار المسنين ، والسلام في قلوب الأطفال الذين لم يعرفوا الأسرة والحنان والأم والأب يومًا ، فنشأوا في رعاية قلوب الأجداد، وهذا السلام كفيل بإخراج أجيال متسامحه تتعامل مع المجتمع بقواعد الحب والسلام.
النموذج الثاني : نموذج الإنسانية
في كنداحكايه قرأناها مؤخرًاعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ماذا قالت القاضية الكندية للمهاجرين الذين كانوا قد دخلوا كندا بطرق غير شرعية ؟
نطقت القاضية الكندية في جلسة منح الجنسية لثمانين مهاجرًا :
- أيها السيدات والسادة : نحن نعلم الرحلة الصعبة التي قطعتم ؛ والأوطان الغالية التي فارقتم طمعًا بمصير أفضل ؛ لتستقروا في هذا البلد الرائع !
أيها الناس نحن فخورون بهذا الاستقطاب لثمانين إنسانًا ينتمون إلى أكثر من ثلاثين جنسية ، دخلتم هذه القاعة مهاجرين وستخرجون منها مواطنين مثلي لا أتميز عنكم بشيء ..
أقول لكم: ادخلوا هذا البلد بسلام آمنين !
اعتنقوا الدين الذي به تؤمنون ..
واعملوا في أي مكان تحبون ..
وادخلوا وغادرو بأي لحظه ترغبون
تعلموا قول الحق والعمل به ولاتخشون
علموا أولادكم.. ما ترغبون
و علي محاربة كل ألوان التمييز العنصري كونوا حريصين !
ثم ختمت خطبتها قائلة : والآن قوموا فليسلم بعضكم على بعض فلقد أصبحتم إخوة بفضل القانون الكندي.
وامتلأت ذاكرة الحضور بدموع وذكريات مؤلمة من جمهوريات الخوف وبلدان التشرد التي أُتوا منها ! في هذه اللحظه كان التسامح والسلام والإنسانية هو من يتحدث وليس القانون الكندي أو القاضيه إنما الإنسانيه تتجلى طبقًا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وهو حق اللجوء وحق التنقل وحق العمل في أي مكان من بقاع الأرض.
وهنا تجدر الإشاره إلى أن كل الأديان السماويه نادت بحقوق الإنسان قبل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان منذ القدم وكانت تنص على عدم التمييز والتسامح والسلام ختامًا بالشريعة الإسلاميه والقرآن الكريم الذي أتى ليتمم الأديان ويكرم الإنسان.
