الفن مرآة المجتمعات ” بقلم | شيرين عبد الجواد


الفن مرآة المجتمعات و الشعوب وتدهور الفن سبب رئيسي لتفاقم مشاكل الدول حيث يجب أن يعبر الفن عن المشاكل الإنسانية بما يتماشي مع حياتنا اليومية بحيث يقدم رسائل علاجية لمشاكل الناس مع ترسيخ القيم التي تبني مجتمعاً سليم نفسيًا و مُنتج و مُفيد لبلده بما يقدمها في أفضل صورة نتمناها جميعًا. وحتى نصل إلي هذه الدرجة يجب تجنب التركيز علي مشاهد العنف والبلطجة و المخدرات والإسفاف و التجاوز الأخلاقي و اللفظي ، و أن نركز علي القيم و أهمية العلم والإنتاج.
و في السنوات الأخيرة خلال شهر رمضان المعظم الذي يحظي بأعلي نسبة من المشاهدات للأعمال الدرامية نجد أن أكثر من يتأثر بهذه الأعمال هم الطفل و المرأة و الأجيال الجديدة!!
و لا أحد يعرف ما الهدف من تحطيم كل رموز المجتمع بداية من الأب والأم والأخوة و المعلم و المثقف و كل أصحاب المهن الشريفة ؟
إن أبطال الأعمال الفنية هم دائمًا القدوة للأطفال والشباب فلماذا نُصدر لهم العادات و الألفاظ الشيطانية و هم أمل مصر في المستقبل؟
لأ أعرف من الذي يدعم هذه النماذج المريضة من بعض الفنانين ليقدموا هذه الأدوار و المسلسلات الهادمة لكل شئ في المجتمع؟
و المصيبة الأعظم أن من يُنتج هذه الأعمال الفنية هي الشركة الإعلامية الأولي و الأقوي في البلد!!
و ما يزيد الطين بلة أن يتم تكريم هذه النماذج المريضة نفسيًا و يتهافت راغبي الشهرة علي تكريمهم و أخد الصور معهم !!
ماذا قدم من يُسمي نفسه نمبر وان لمصر و شعبها؟
يُقدم للشباب نموذج للبلطجة بكل أنواعها في أعماله و يتباهي في حفلاته بالرقص عاريًا و بحركات هستيرية تشبهًا ببعض النماذج الأجنبية الغريبة عن مجتمعنا !!
هل نسينا ظهوره مع المغني الإسرائيلي في الإمارات ليُقنع الشباب العربي كله بالتطبيع الذي رفضه الشعب المصري منذ معاهدة السلام سواء كان تطبيع شعبي أو ثقافي أو فني أو رياضي معهم ؟
هل نسينا إنه تسبب في فصل طيار من عمله بسبب صورة تُرضي غروره داخل كابينة الطائرة ؟
هل نسينا إنه رفض دفع التعويض للطيار الذي حكمت به المحكمة و مات الرجل حسرةً علي مستقبله و أسرته؟
لقد أعمته الأموال و الشهرة لدرجة تصويره متعمدًا لسياراته و قصوره و طائرته الخاصة و الآف الدولارات ملقاة بجانبه ليُزيد الشباب الشريف المكافح في كل مجال حسرة علي أنه سلك طريق العلم ليفيد بلده و ليس طريق الفهلوة !!
هذه النماذج المريضة نفسيًا من يفرضها علي مجتمعنا مثل سارقة لوحات الفنان الروسي التي خدعت مصر كلها بأنها تصميماتها و لم يحاسبها أحد علي رسومات محطة المترو و الآن تصميمات أخري من نفس الفنان ؟
من الذي قدمها للسيد الرئيس الذي كرمها في منتدي الشباب عام ٢٠١٧ ؟
إتقوا الله في مصر و شعبها…
حفظ الله مصر من الفاسدين و المُفسدين…