×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

قهوة الفيشاوي .. تاريخ ومشاهير من روايح الزمن الجميل

المصريين بالخارج

تقرير سامح طلعت

في شارع ضيق من أعرق مناطق القاهرة وأسواقها في حي "خان الخليلي " ، تقع قهوة«الفيشاوي»، وبتلبيسة المشربية الخشبية وشغل الأرابيسك والجدران العتيقة، وبأقداح زرقاء داكنة تأتي في صواني ذهبية كبيرة وأكواب مزخرفة، تظهر الثريات الضخمة، وتفتح أبوابها ومجالسها لجميع الزائرين من مختلف الأعراق.

وجودها فى قلب القاهره جعلتها مختلفة نوعا ما عن بقية المقاهى فيوجد بجانبها العديد من المزارات السياحيه والتراث المصرى القديم التى جعلت الكيشر من مختلف الجنسيات من الزبائن ليس المصريين فقط يغدو اليها

فقد حملت مقهى«الفيشاوي» أسرار العديد من ارتاده من عباقرة الفن والأدب والسينما، أمثال نجيب محفوظ ويوسف إدريس وعبد الحليم حافظ وبيرم التونسي وصلاح جاهين وصلاح عبد الصبور، إضافة إلى أهل الفن، مثل سعد زغلول وأم كلثوم. لانبهارلما تتمتع به من المقاعد العربيه والموائد الخشبيه المطرزه والمرايات المعلقه على جميع جوانب المقهى.

قهوة الفيشاوي تحولت من بوفيه صغير إلى مقهى تاريخي كبير جلس على طاولته الملوك والأمراء والفنانين ... سطروا أحداثاً وأزمنة وحكايات ظلت تتوارث عن هذا المكان الذى أنشئ عام 1771م في قلب خان الخليلي.اى منذ ما يقارب ال250 سنه وعلى الرغم من انه من أشهر الاماكن فى حى الازهر الى ان مكانه فى احدى الشوارع الضيقه المتفرعه من مسجد الامام حسين

وقد إختلف المؤرخون في وصف هذا المقهى ... هل هو مقهاً للمثقفين أم مقهاً شعبياً ... نظراً لكثرة ما مر به من أحوال وأوضاع على مر التاريخ ... إلا أن مكانه الحالي في منطقة خان الخليلي أكسبته وبقوة الصفة السياحية.

ومقهى الفيشاوي هو أحد المقاهي الكبرى المطلة على المشهد الحسيني ... وعلى مر التاريخ إرتاده زعماء ومفكرون وسياسيون عرب وأجانب وكذلك ملوك وأمراء وفنانين ... ولنتعرف معاً على سر هذا المكان الكبير وتاريخه عبر جولتنا التالية :

نشأة مقهى الفيشاوي

أنشأه الحاج فهمي علي الفيشاوي عام 1964 في موضوع موسع عن الفتونة في مصر، إن أشهر فتوة في حي الحسين كان المعلم فهمي الفيشاوي، الذي تبوأ عرش الفتونة في الحي بعد معركة حامية الوطيس مع فتوة الحي السابق مهدي العجمي، بعدما انزل به الفيشاوي هزيمة منكرة وطرده خارج الحي، ولم يستقر له الحال في منطقة الحسين إلا بعد تأكده من أن مهدي العجمي سافر بلا رجعة لموطنه الأصلي بالإسكندرية، وارتقى الفيشاوي عرش الفتونة في حي الحسين.

تحف وأثار مقهى الفيشاوي

وفي عهد الخديوى إسماعيل حصل علي أول ترخيص عام 1863 وظل المقهي يتسع تدريجياً وكان عصر النهضة بالنسبة له في عهد "فهمي الفيشاوي" حيث وصلت مساحته لأكثر من تسعمائة متر ومنذ العشرينيات من القرن الماضي وفهمي الفيشاوي يكافح لكي يجعل للمقهي شخصية مميزة لا يحيد عنها .. كان الشكل العام للمقهي عبارة عن ممر طويل كما هو الآن ولكن كان به (ايوانات) أو غرف علي اليمين واليسار كل ايوان كان مسمي باسم أديب أو فنان مشهور فهذا ايوان نجيب محفوظ وهذا ايوان أحمد رامي وايوان حافظ إبراهيم وهكذا. وكان الأثاث قوامه دكك خشبية يعود تاريخها إلي عام 1910 وقطع من الأرابيسك وترابيزات رخامية وصواني نحاسية موغلة في القدم.

وقد عكف "ضياء الفيشاوي" ، حفيد الحاج فهمي صاحب المقهى على إكساب مقهاه شكلاً مميزاً عن طريق حفاظه على النمط الشرقي في الأثاث والديكورات، وحافظ كل أولاده من بعده على هذا النهج، الأمر الذي أكسب المقهى طابعا ميزه عن بقية المقاهي التي انتشرت في كل أرجاء خان الخليلي، فكان يرى في تزيين المقهى بالمرايا ناحية وظيفية غير الناحية الجمالية، وهي أنها تسهل له رؤية كل أركان المقهى، وهو جالس في مكانه المفضل، بجوار باب المقهى من الداخل،ويضم المقهى حالياً ثلاثة حجرات لكل منها جمهوره الخاص.

وبدأ الفيشاوي حياته ببوفيه صغير، ثم أهدته إحدى الأميرات مساحة من الأرض عام 1760 وتم الترخيص له عام 1798 لبناء مقهى، وكانت المقهى في بداية نشأتها تتكون من ثلاث حجرات على مساحة 400 متر.

أول غرفة تسمى غرفة البسفور، وهى مبطنة بالخشب الأبنوس، وأدواتها من الفضة والكريستال، وكانت مخصصة للملك فاروق وكبار الضيوف.

والغرفة الثانية تسمى «التحفة»، وهى مكسوة بالجلد الأخضر، وكانت مركزا لأهل الأدب والفن، ولطالما شهدت مناقشات فنية وجلسات الغناء والطرب.

أما أغرب الغرف فمخصصة للقافية، وهى تختص بالطبقة الشعبية التي كانت تشهد مسامرات أبناء الأحياء الشعبية. وتميزت المقهى بتقديم مشروب الشاي، فبعد مائة عام من إنشاء المقهى أصبح مشروب الشاي من أشهر علاماتها، خاصة عندما انفردت بتقديم الشاي الأخضر.

وكان من رواد الفيشاوي منذ إنشائها جمال الدين الأفغاني،عمر مكرم، عبدالله النديم، عبد العزيز البشري، ونجيب محفوظ الذي تم إطلاق اسمه على أحد أركان المقهى المصمم من الأرابيسك، وهو نفس الركن الذي كان يجلس به لكتابة أشهر رواياته. يظهر في الصورة ملك العود الفنان الراحل القدير فريد الأطرش، وبجواره الفنانة تحية كاريوكا والفنان كمال الشناوي، والفنانة شادية والفنان عادلي كاسب، والفنان حسن فايق، والفنانة لولي صدقي، والفنانة سامية جمال، والفنان محسن سرحان

ومن أشهر الشخصيات التي زارت المقهي نابليون ... وروميل القائد الألماني الشهير .... وجان بول سارتر .... وسيمون دو بوفوار هذا بالإضافة إلى عدد كبير من الأمراء العرب. كما زارته الإمبراطورة أوجيني أثناء الاحتفال بافتتاح قناة السويس عام 1869 وأعجبت بالورود الصناعية العجيبة التي كانت محفوظة في غرفة زجاجية تخدع الناظرين بأنها طبيعية.

كما زار المقهى الرئيس جمال عبد الناصر ومعظم أعضاء مجلس قيادة الثورة وكبار الشعراء مثل أحمد شوقي وحافظ إبراهيم ومطران خليل مطران والعقاد وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وأم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم ويحتفظ المقهي بسجل الزوار وبه كلمات تاريخية لشخصيات عديدة. نجيب محفوظ على قهوة الفيشاوي

كان نجيب محفوظ دائم الجلوس بالمقهى، وكان صديقاً للحاج فهمى الفيشاوي صاحب المقهى، وألف معظم رواياته في المقهى، وكان يحب في ليالي شهر رمضان الاستماع إلى غناء المطربين الشعبيين محمد عبد المطلب ومحمد الكحلاوي وهما يشدوان بأغانيهما على المقهى، بل كثيرا ما يشاركهما محفوظ الغناء ومعه بقية رواد المقهى.

وعن نجيب محفوظ يحكى الكاتب يوسف الشريف "كانت فرحتى لا توصف بينما أترقب وصول نجيب محفوظ لعلي أفوز بالحديث معه، وكان على عادته حين يصل في تمام الثانية والنصف ظهراً قادماً من عمله في إدارة القرض الحسن بوزارة الأوقاف، حيث يبادر صديق عم إبراهيم الضرير بائع الكتب بمداعباته اللطيفة ويطلب منه سماع نداءاته عن بضاعته من كتب التراث (قائلاً) "معانا الأغانى للأصفهانى ... معانا مروج الذهب... معانا ابن إياس".

وكان من المرافقين لنجيب محفوظ في مقهى الفيشاوي المفكر والكاتب الكبير محمد عوده، وكثيراً ما كان يصاحبه معه بريماكوف مراسل البرافدا في القاهرة الذي أصبح فيما بعد رئيساً للحكومة الروسية، وكان يعشق النارجيلة وشرب الشاي الأخضر.

يضم مقهى الفيشاوي العديد من التحف المتناثرة والإهداءات التي تلقاها من بعض الأمراء والوزراء ومنها التمساح الإفريقي الذي يجلب الحظ ومهدى من رئيس وزراء السودان وستائر زجاجية من الأحجار الكريمة والمرجان كانت تحجب وتشف في آن واحد هذا إلى جانب المرايا الضخمة التي اشتهر بها المقهى ، للحد الذي جعل الكتاب يطلقون على مقهي الفيشاوي في المراجع الفرنسية بـ "مقهي المرايا".

ويعود تاريخ أقدم المرايا بها إلى عصر محمد علي وهي مرايا بلجيكية حصل عليها الحاج فهمي ووالده من القصور الملكية التي كانت تجدد مفروشاتها وأثاثها وهي إلى جانب وظيفتها الجمالية .. فلها وظيفة أخرى حيث كان الحاج فهمي صاحب المقهى يراقب عماله من خلالها في هذا الممر الطويل.

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 11:41 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17