عندما يصبح العمر مجرد رقم
بقلم / محمد سعيد
عندما يصبح العمر مجرد رقم....
لن أنسى يوما ما تلك الإبتسامة المشرقة التى ارتسمت على ملامح تلك الفتاة فى إحدى رحلاتى عندما اخبرتها سيدة عجوز أن عمرها لا يتجاوز الخامسة والعشرون وهى بالحقيقة قد تجاوزت الثلاثين ببضعة أعوام...
ابتسامة قائد منتصر على جيش الأيام وما حملته من متاعب وآلام...
ومن حينها لازلت اتساءل هل العمر يحتسب بعدد الأعوام...
ام بحجم الانجازات ومقدار الخبرات...
ام بلحظات السعادة... وويلات الأحزان...
ومن هم الأوفر حظا.. هل أبناء العشرين كما ابتسمت تلك الفتاة...
أم أهل الثلاثين وما حملوه من متاعب الأيام...
أم سن الأربعين الذى وصفه القرآن بسن الحكمة والرشد كما ورد عن سيدنا موسى..
عندما اوتى رسالته السماوية..
فإذا كنت عزيزى القارئ تريد احتساب العمر بالأرقام..
فهيا بنا احضر قلما وورقة.. ونحتسب عمرك من لحظة نفخ الروح فيك فى الرحم..
ثم اخبرنى بالناتج........... رائع...
هذا اجمالى عدد ايام عمرك وفقا لذاك التقويم المعلق على حائط غرفتك او يحتويه هاتفك.....
والآن أخبرنى كم مرة أوشكت حياتك أن تنتهى لحدث ما لولا أنقذتك العناية الإلهية وكتب لك الخالق النجاة..
وكم من مرة ابتسمت روحك وحققت نجاحا وشعرت ولو انك ولدت من جديد..
وكم من مرة أصابك حزن وغم وشعرت ان الحياة لا قيمة لها حتى أعانك الله وتجاوزت تلك المحنة ورفع عنك ذاك الابتلاء..
اجلس مع نفسك وقم بحساب كل ذلك..
وستجد أن عمرك هنا يختلف تماما عن عمرك الرقمى الذى تم احتسابه اولا.
إن الأيام ياصديقى هى مجرد أرقام لندرك ان الحياة تمضى للأمام...
ولا يعنى ذلك أنها تؤثر علينا وعلى ما يمر بنا...
فلا تجعل عمرك مرتبطا برقم... أو مرتبطا بحدث ما كزواج مثلا او انجاب أطفال او الحصول على فرصة عمل مميزة...
كن أنت او انتى مؤثرا فى الايام...
و حافظوا على أرواحكم بريعان شبابها...
فالعمر الحقيقى هو عمر الروح وجمالها وشبابها...
و ماعدا ذاك هو وهم...
لأن الروح اذا شاخت شاخ معها كل الجسد ولو كان ابن العشرين...
ولو ظلت الروح شبابا لصح كل الجسد وصار يانعا شابا ولو كان ابن السبعين...
وروحك هى أنت من الداخل فأصلح داخلك يسعد خارجك.


















