×
27 شوال 1445
5 مايو 2024
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

ضيوف فولتير بقلم د محمد حسن كامل وجليلة خليفة

ضيوف فولتير بقلم د محمد حسن كامل وجليلة خليفة
ضيوف فولتير بقلم د محمد حسن كامل وجليلة خليفة

متابعة دعلاء ثابت مسلم
بانوراما ثقافية تُلقي الضوء على هذا الفليسوف الفرنسي الشهير تتناول حياته وإبدعاته فضلا عن الوعاء الثقافي والتاريخي والمكاني لحياة هذا الكاتب الكبير

فولتير قصة من رحم الواقع بكل مافيه من معاناة

معاناة نحو الحرية والحق والمساواة

رؤية الحب بمنظور أخر

إستقلال النفس

التحرر من السجون الوهمية

الدخول من بوابة تاريخ الإنسانية

صناعة الوعي الفردي

وصياغة الوعي الجمعي

المسرح وبصماته في الوجدان الإنساني

محطات كثيرة سوف نتناولها سوياً

أنا وزميلتي الكاتبة والشاعرة

جليلة خليفة

ذات الثقافة الفرنكوفونية

أصدقائي وصديقاتي

يسعدني بكل فخر أن اقدم لكم قلم ذهبي

قلم مداده مسك وأثره فكر

قلم زميلتي جليلة خليفة

مديرة مكتب اتحاد الكتاب والمثقفين العرب في المغرب العربي

1
فولتير
أُعتبر فولتير من أشهر الفلاسفة وأعمقهم أثراً على الإطلاق ، وما تساوى بعظمته إلا هيجل.
رغم انه لم يتخذ الفلسفة مهنة له ، ولم يستعمل مصطلحاتها أداة لتعبيره،.حتى أن المدونين تحدثوا عنه دائماً كجزء من تاريخ الأدب الفرنسي في القرن الثامن عشر ، أكثر مما ذكروه في خانة مشاهير الفلسفة الحديثة.
ومع أن فولتير أُعتبُر على رأس فلاسفة التنوير ، فقد عُدَ ولا زال يُعد سبينوزا القرن الثامن عشر ، كما اعتبر سبينوزا فولتير القرن السابع عشر.والدليل على ذلك حين خصص أرنست کاسيرر دراسة ممتازة عن فولتير وعصره بعنوان فلسفة التنوير ،مركزأ على نقطة مهمة جداً بما معناه ان فولتير هو من أهم أعلام التنوير في الذاكرة الأوربية .
وقد شهد التاريخ أن فولتير كان أكثر فلاسفة الأنوار دفاعًا عن مبدأ التسامح ، بما أن أعماله الأدبیة والفلسفیة تناولت مواضیع إنسانیة بحتة فدافع فولتیر عن الإنسان مندداً بكل أشكال الظلم والتعصب والإستبداد ،ودعا إلى الحریة والتسامح كمنطلق لحياة انسانية كريمة , فظل مجاهدا لتحقيق حلمه في رؤية مجتمع فرنسي تتعایش فیه الطوائف الدينیة المختلفة ،تحت راية قيم عُليا ومبادئ نبيلة تضمن حقوق الإنسان وأولها منحه الحریة في ممارسة معتقداته وشعائره ،مما يكفل له ممارسة التعبیر عن أرائه دون خوف .
ولهذا أُعتبرت أراء وكتابات فولتیر سیوفاً رُفعت بشجاعة في وجه الكنائس المستبدة والطوائف الدینیة المتعصبة.
ومما زاد من شعبية فولتير انه تفادى استعمال الأسلوب الفلسفي الأكادیمي المعقد نوعا ما ،حسب مصطلحاته ومفاهيمه ونظرياته ولجأ إلى إستعمال اللغة العادية التي يعبر بواسطتها عن أشد المذاهب الفلسفية إغراقًا في التجريد. كما أنه لم يؤلف أي كتاب فلسفي بمعناه الواضح ،بل عبر عن أهدافه وطرقه في التفكير بوسائل أبسط بكثير ،ومنها الرواية والمسرحية والمقال ،مثله مثل بعض الفلاسفة ذوو الرؤية الحداثية.
لقد كان اسمه الكامل فرانسوا ماري آرویه وسيشتهر بعدها باسم فولتير ،الذي شهد أفول القرن العظيم.
عمل والده موثقا للعقود وأصبح فيما بعد المعتمد في ديوان المحاسبة ،ورجل أعمال الدوق دي ريشيليو والدوق دي سان سیمون ليكون الوسط الذي عاش فيه منتميا الى البورجوازية المعارضة اللجانسينية المتقشفة أو ما اُعتبر حينها الإباحية نوعا.
درس فولتير في معهد لوي لوغران الذي أُعتبر افضل مؤسسة يسوعية للتعليم في فرنسا.وتلقى داخله تربية أدبية ممتازة لغتها اللاتينية , دون أن يقطع صلاته الودية مع أساتذته القدامى، خاصة الأب بوريه والأب دي تورنمين.
وقد ظهر أول كتاب لفولتير إلى النور ،بفضل دعم الآباء اليسوعيين على شكل أنشودة للقديسة جنيفييف، التي شابهت قصيدة لاتينية لأستاذ كان يدرس له البلاغة ليصبح بعدها نموذجاً للتلميذ المتعطش إلى الإطلاع ،والساعي الى المجد والشهرة منذ أولى فترات حياته. 
وحين أكمل تعليمه في المعهد وتخرج ، رفض أن يدرس الحقوق كما كان مقررًا من قبل لمستقبله ،وقرر أن ينذر نفسه للأدب لكن إنطلاقه في الحياة سبب له مشاكل لا حصر لها ،مما دفع بوالده الى إبعاده إلى مدينة كان ،حيث تمادى أكثر في ممارسة حريته كما كان يراها حينها.لكنه أول ما أصبح كاتم سر السفير الفرنسي في لاهاي ،عشق بانبيت (أولمب دونواییه) التي أضحى متيماً بحسنها ،فعاد إلى أبيه الذي صمم هذه المرة على إبعاده إلى أميركا.

لكن في مطلع عام (١٧١٤ م) عمل لفترة من الزمن في مكتب موثق للعقود ،مما جعله يتردد على بعض أوساط النبلاء ،فذاعت أشعاره التي ركز فيها على هجاء الوصي على العرش ،فنُفي سنة (۱۷۱۹ م) قبل أن يُسجن عاماً كاملاً في سجن الباستيل (۱۷۱۷ م)
ورغم ذلك أظهر الشاعر الساخر أنه كان يحمل مطامحه العظيمة دون يأس أو كلل.
في عام (۱۷۱۸ م) مُثلت له مسرحية أوديب التي هي مأساة فلسفية وإنتقادية ،فتوجت بنجاح فائق أبهر النقاد.وهنا تبنى أسمه الذي اشتهر بوهجه فيما بعد وهو أسم فولتير خليفة كورناي وراسين ،قبل أن يصبح فرجيليوس فرنسا بفضل ملحمته :الهنرياذة التي هاجم فيها التعصب.
وهنا سيفتح له باب البلاط إبتداء من يوم زواج لويس الخامس عشر ،حيث ستعرض له ثلاث مسرحيات ؛ويصبح تقريبا الشاعر المعتمد للبلاط ،لولا انه ظل متمسكا بدوره كفيلسوف مناضل.فتابع سخريته من التوراة والرسل وآباء الكنيسة ،معلنا إعتناقه لمذهب عدواني في التأليه الطبيعي , حيث تلا في بروكسيل عام (۱۷۲۲ م) على مسامع الشاعر جان باتیست روسو رسالة إلى أورانيا ،صرح بين سطورها بموقفه المناوئ للدين النصراني.وبناء على نصيحة اللورد بولينغبروك إنغمس في مطالعة جون لوك ،بعد إتقانه اللغة الإنكليزية التي أجاد فيها بفضل صراعه في المسرح مع الفارس دي روهان ،الذي كان قد أصدر أوامره لمساعديه بضربه بالعصا.وبعد ما حصل رغب فولتير بمحو أثار الاذلال الذي تعرض له عبر إستفزاز الفارس للمبارزة.لكن الكاردينال دي روهان تفادى مواجهته ،بان أمر أمر بسجنه في سجن الباستيل الشهير ،على الا يغادره الا بعد أن تعهد فولتير بالسفر إلى إنكلترا ،وقد قضى اياماً طويلة من المعاناة داخل جدرانه المعتمة.
فالسقطة كانت لها رجة مدوية جعلت مستقبله کشاعر متوج في البلاط ينهار ،خاصة بعد اشهار المصرفان في لندن ،واللذان كانا يودعهما أمواله اشهرا إفلاسهما.ولان المصائب لا تأتي فرادى فقد تلا ذلك كله خبر وفاة أخته الكبرى التي ربته ،ثم فجع بخيانة أخيه الجانسيني ،الذي استغل ظروفه المأساوية وقام باختلاس نصيبه من الميراث ،مما أسقطه مريضا فوق أرض انجلترا التي كان لازال غريبا عنها وعن اهلها.
ومع ذلك سيتمكن هذا الرجل الصامد الرغبات والمطامح في عام (۱۷۲۹ م) ،من التغلب على محنته المريرة ،فسيقدم في كانون الثاني للملك جورج الأول الطبعة النهائية من الهنرياذة ،التي اتيح له نشرها في لندن وأهديت إلى الملكة.
وفي تلك الفترة تعرف إلى بوب وسويفت وصمويل كلارك وبرکلي ،وأعجب كثيرا بحيوية وصلابة الأمة الإنكليزية ،وإصرارها على المضي قدما ،مما جعله يدرك أن قوة إنكلترا تكمن في قوتها التجارية ،أكثر من أية قوة أخرى غيرها.كما لاحظ ان كل من يعادي فرنسا من الاقوياء ،يدينون بجبروت تفوقهم الى التسامح الديني المتصل ،بمذهب العقلاني العملي للفلاسفة الإنكليز.فلاحت له مملكة لويس الخامس عشر متخلفة نوعا ما ،خاصة فيما يتعلق بالخرافات والمشاحنات اللاهوتية التي لا تخرج عن دائرة الجدال العقيم ،بمعتقدات لا أساس لها من الواقعية مما يعيق أي تقدم او خروج من الظلمات.
وهنا ساورت فولتير فكرة كتابة نوع من الريبورتاج عن جزيرة العقل تلك تأنيبًا لأبناء جلدته وتوبيخاً لعلهم يخجلون من أنفسهم ويحاولون التغيير إلى الأفضل ،مما أخرج الرسائل الفلسفية الى الوجود ۱۷۳٤ م).
ولهذا أول ما عاد إلى فرنسا نهاية عام ۱۷۲۸ أو بداية ۱۷۲۹ م ،عمل على الإستفادة من النموذج الإنكليزي ،مسبغاً الهالة الشكسبيرية على مآسيه ،فعانق النور : بروتوس (۱۷۳۰ م)، زائير (۱۷۳۲ م)، وآديلائيد (۱۷٣۲ م)، وموت قیصر (۱۷۳۰ م) ،والزير أو الأميركيون (۱۷۳۹ م) ،ليكون النجاح مبهراً إلى أقصى الحدود.ويخطو فولتير أولى خطواته في مجال النثر ،بعد ان ظل لفترة طويلة شاعرا ذو الصيت الذائع ،والمميز بمعارضته الساخرة رغم كل تناقضاته.
لكن سحر فولتير كان يكمن في شخصيته الثرية بالتناقضات ،فقد اشتهر بمحاربة الدين لكنه حارب معاداة الدين اذا ما اتخذت العدائية له شكل نصب الماديين.وازدرى بني الإنسان في العديد من مواقفه ،لكنه إهتم إهتماماً بالغا بمن ينتمون لهذا الكائن.
كما سخر من رجال الكنيسة وهاجمهم بلا هوادة ،لكنه أهدى أحد أهم كتبه إلى البابا.واستهزأ بالملكية متخذاً منها أحد أهداف انتقاذاته ،وفي نفس الوقت قبل معاشاً من ملك بروسيا فريدريك الأكبر (1712 – 1786 م) .وحين ابدى كرهه للتعصب في سمو أخلاقي لا نظير له انذاك ،أظهر تعصباً لا مثيل له في عدائه لليهود.
لكن الأدهى أنه أثناء إعتراضه وتهكمه على الثروات الغير مشروعة ،جمع ثروة طائلة بأساليب ليست شريفة ابداً ،أهمها ما راج عن متاجرته بالرقيق.

دكتور / محمد حسن كامل وجليلة خليفة

اتحاد الكتاب والمثقفين العرب

استطلاع الرأي

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 29.526429.6194
يورو​ 31.782231.8942
جنيه إسترلينى​ 35.833235.9610
فرنك سويسرى​ 31.633231.7363
100 ين يابانى​ 22.603122.6760
ريال سعودى​ 7.85977.8865
دينار كويتى​ 96.532596.9318
درهم اماراتى​ 8.03858.0645
اليوان الصينى​ 4.37344.3887

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,069 شراء 2,114
عيار 22 بيع 1,896 شراء 1,938
عيار 21 بيع 1,810 شراء 1,850
عيار 18 بيع 1,551 شراء 1,586
الاونصة بيع 64,333 شراء 65,754
الجنيه الذهب بيع 14,480 شراء 14,800
الكيلو بيع 2,068,571 شراء 2,114,286
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الأحد 02:07 مـ
27 شوال 1445 هـ 05 مايو 2024 م
مصر
الفجر 03:32
الشروق 05:09
الظهر 11:52
العصر 15:29
المغرب 18:35
العشاء 20:00