مواطن ومخبر وحرامي بقلم شيرين عبدالجواد
كان هناك شخص يُدْعى محمد على ، وهو ليس محمد علي الكبير الذي بنى نهضة مصر من قبل، ولكنه محمد علي المقاول المصري والذي حقق ملايين من خلال أعمال المقاولات وخصوصًا منذ عام ٢٠١٢ (عام الإخوان ) ، وصعد نجمه في أعمال المقاولات مع الجيش المصري.
وبعد فترة تخيل نفسه أنه فنان ودخل مجال الإنتاج الفني وخسر ملايين بعد أن بدأ يُهمل شغل المقاولات ولايلتزم بدفع مستحقات مقاولي الباطن العاملين معه وتأخره في تنفيذ الأعمال المسندة إليه من الجيش ، مما أدى إلى سحبها منه وإسنادها إلى شركات أخرى .
هرب فجأة إلى إسبانيا بعد أن تم استقطابه بمعرفة المخابرات القطرية وإيهامه بأنه سيكون أيقونة ثورة جديدة في مصر ضد السيسي ! بدأ محمد علي فيديوهاته بأنه ( مواطن ) مصري بسيط ، وكان يعمل في مصر وليس لديه أى مشاكل مع إدارة البلاد أوالجيش .
ثم بدأ يؤدى دور ( المخبر ) بأنه يُبْلغ الشعب المصري عن قصص وحكايات وهمية بأنه كان يحارب الفساد في مصر وحده ، وأنه أصبح ضد النظام وسيعمل جاهدًا بمعاونة الشعب علي تغيير النظام بثورة شاملة سيقودها بالريموت كنترول عن بعد ، إلى أن تأكد أنه فاشل في أداء هذا الدور ولم يستجب الشعب لمهاتراته واضطر الي الاعتذار والانسحاب من المشهد السياسي..
وهنا يظهر محمد علي الذي للأسف الشديد سرق أموال الشعب وقام بتحويل قروض أخذها من البنوك المصرية بما قيمته حوالي نصف مليار جنية إلى الخارج قبل هروبه بحجة أنه بصدد انتاج فني كبير في أوروبا ، هذا بالإضافة إلى تهربه من سداد ضرائب مستحقة بالملايين ، وأيضًا تزوير شهادات تأمينات اجتماعية علي أعماله بحوالي سبعين مليون جنية.
هذا هو محمد علي الذي توهم فيه البعض وصدقوا كذبه ، لأنهم يريدون ذلك ، وأظهرت الأيام حقيقته الغبراء بأنه ( مواطن ومخبر وحرامي).
وأكاد أجزم بأني متيقنة بأن عدالة السماء آتية قريبًا جدًا للانتقام من أمثال هؤلاء العبثيين..
شيرين عبدالجواد ـ نيويورك


















