المرأة... والدور الثقافي والتثقيفي
بقلم : د.أحمد سماحه
للمرأة دور فاعل ومؤثر ومفصلي في ثقافة وتثقيف المجتمع ، فقد كانت المرأة منذ القدم حاضرة في المحافل الثقافية ، ولم يكن حضورها هامشياً ، بل كانت تحضر بشكل لافت للنظر وتؤثر تأثيراً كبيراً في مفاصل الحركة الثقافية، وأكبر دليل على ذلك الخيمة التي كانت تضرب للخنساء ليأتي الشعراء لها فيزجون شعرهم عندها كي تحكم عليه ، ولا ننسى المناظرات التي كانت تحدث منذ العصر الإسلامي مروراً بالعصور التالية بين شعراء وشاعرات وبين نساء عرفن بعلمهن ودقة تحكيمهن حتى أصبحن مقصداً للشعراء والأدباء في زمنهن، إضافة إلى مساهمة نساء في نقل الفكر الإسلامي والأحاديث الشريفة.
كل هذه الحركة «النسائية» كما أسميها تثبت لأي مطلع على الحركة الثقافية بكل اتجاهاتها في المجتمع أن دور المرأة كان حاضراً وبقوة ومساهماً مساهمة فعلية لا هامشية في تلك الحركة رغم مسؤولياتها الاجتماعية والأسرية والوظيفية في كثير من الأحيان.
كما أن هذه النتيجة تدحض الادعاءات التي تقول: إن دور المرأة كان مهمشاً في العصر الإسلامي وأن الإسلام لم يعط المرأة حقوقها وأنه ضيق عليها في كل شؤون حياتها، فها نحن نقرأ في التاريخ الأدبي الإسلامي عن شاعرات وعن عالمات للحديث وعن مناظرات ومحكمات ومؤلفات.
واللافت للنظر وأنت تستطلع الكتب في معرض القاهرة الدولي للكتاب والمقام حاليًا بأرض المعارض الجديدة ظاهره ملفته في كل دور النشر تتمثل في بروز المرأة وفاعليتها كمبدعه في شتي المجالات وخاصة في مجال الرواية ولقد توقفت طويلًا أمام دور نشر عربية ومنها السعودية ولاحظت أن الكتب المعروضة للكاتبات تكاد تقارب كتب الرجال وخاصة في مجالات الأبداع الروائى والشعر وعلي سبيل المثال توقفت أمام مركز الأدب السّعودي وهي دار نشر سعودية لأجد أن نصف المعروض من كتب وخاصة الرواية هي للنساء وأيضاً عند دور عديده عربية ومنها المصرية.
فللمرأة دور كبير في شتى مجالات الحياة، إذ تميزت المرأة العربية المثقفة والمبدعة عن نظيراتها في باقي الدول بجمعها بين واجباتها الأسرية وواجباتها الوظيفية فكانت مثالاً يحتذي به حيث تتعلم في سني عمرها الأولى على الأغلب حتى زواجها وظيفتها ، لتبدأ مرحلة ثانية هي مرحلة البناء الأسري والوظيفي، فهي من جهة تهيئ أجيالاً وتبنيهم ثقافياً واجتماعياً، ومن جهة أخرى تساهم في بناء الوطن ونموه بانخراطها في مؤسسات الدولة ومنها الثقافية وكذلك هي حاضرة وبقوة في مؤسسات التعليم والصحة وحتى المؤسسات الأمنية وهنا لاأحد يستطيع القول بتهميش المرأة أوإزاحتها عن حركة المجتمع.


















