الفرق بين الإسلام والتطرف
بقلم : م.طارق الإمبابي أشاهد واقرأ وأتعجب من أبناء بلدي وأهلي ، رجالها ونسائها ، أتعجب أن يكون بيننا ـ رغم علمه ـ غاب فكره ، ولم يفرق بين الدين الذي تعلمناه وعرفناه ودين الإرهاب الذي لايفرق بين الدماء ويسفكها بلا رحمة وكأنه دين نشأ علي الدماء. استغرب ونحن نعلم أن دين الإسلام نشأ بدعوة السلم والسلام ، فكيف ينخدع من يحملون المؤهلات وينجرف نحو تيار الإرهاب؟ كيف لنا كمسلمين قبل أن نكون مصريين ندعوا علي أبنائنا المسلمين بالموت أو الفناء؟ أي دين هذا الذي يدعوا إلى الإرهاب؟ حتى دين النصارى ودين اليهود لم يدعوا يوما لسفك الدماء. كان أولى بالدماء يوم دخل رسول الله إلى مكة أن يقتل جميع من عبدوا الأصنام ، ولكنه دخل مكة بعد أن عاد قبلها بعام بناء علي اتفاق مع أهل قريش ، إنه يعلمنا كيف يكون التفاوض من أجل عدم سفك الدماء. هل تعلمت وعرفت ماذا قال لأهل مكة؟ قال لهم ماذا ترون أني فاعل بكم ؟ قالوا أخ كريم وابن أخ كريم ، فقال إذهبوا فأنتم الطلقاء ، ثم وقر كبيرهم لم يضع رأس علي أسنة الرماح بل قال من دخل البيت الحرام فهو آمن ، ومن دخل بيتي فهو آمن ومن دخل بيت أبا سفيان فهو آمن. قال تعالى : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128) [سورة النحل : 125: 128] يقول تعالى لرسوله صلى اللّه عليه وسلم: إنك يا محمد { لا تهدي من أحببت} أي ليس إليك ذلك، إنما عليك البلاغ واللّه يهدي من يشاء، كما قال تعالى: { ليس عليك هداهم ولكن اللّه يهدي من يشاء} ، وقال تعالى: { وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين} . هداية التوفيق للعمل ، وخلق الإيمان في القلب ؛ وهذه لا يملكها إلا الله وهي المراد بالآية السابقة {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء }[56 القصص] وبقوله تعالى {مَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ } [186 الأعراف] وقوله تعالى {إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُهْدَى مَن يُضِلُّ } 37 وقوله تعالى {أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} (40) سورة الزخرف . وقوله تعالى {قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} (35) سورة يونس . وقوله تعالى {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ } (16) سورة الحـج . وقوله تعالى {بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ ..} (29) سورة الروم بقلم /طارق الامبابي
⇧


















