فيروس كورونا وخسائره المباشرة وغير المباشرة
ا. د. محمد المليجي ندرس لطلابنا وطالباتنا بالجامعات في مقررات وقاية النبات الخسائر التي تسببها الأمراض والآفات سنويًا في الإنتاج الزراعي ونقسم هذه الخسائر إلى خسائر مباشرة وخسائر غير مباشرة. الخسائر المباشرة هي النقص في الإنتاج الزراعي نتيجة الإصابة بالأمراض والحشرات والحشائش ، أما غير المباشرة فهي التي تتعلق بتكاليف المقاومة من مبيدات وعمالة وتكاليف الحجر الزراعي وغيرها. وتقدر الخسائر المباشرة وغير المباشرة في بلد مثل الولايات المتحدة الأمريكية بأربعين مليار دولار سنويا. في وباء فيروس كرونا بالصين وهو كائن دقيق واحد وصلت الخسائر المباشرة في البشر ثلاثون ألفا بين متوفي ومريض ومازال العدد متزايد يوما بعد يوم وهذه الإصابات او الخسائر البشرية لا تقدر بثمن. أما الخسائر غير المباشرة فتتمثل في التالي: ١- ١٧٣ مليار دولار خصصت لمكافحة الفيروس في الصين ٢- فقدت البورصة الصينية ٩٪ من قيمتها في اول يوم افتتاح اليوم وهذا يقدر ب ٦٠٠ مليار دولار في يوم واحد ويعلم الله ماذا سيحدث غدا. ٣- يقدر الاقتصاديون ان عدم احتواء المشكلة سريعا سيؤدي الي هروب البشر والصناعات والاستثمارات من الصين بنسبة ١٠٪ في المدى القريب. ٤- سيؤدي غلق الحدود بين الصين والدول الأخرى إلى انحدار شديد في التجارة العالمية وفقد ملايين الوظائف حول العالم. هذا بسبب تفشي مرض واحد، ولو استوعبت الحكومات الدرس لرفعت حجم الإنفاق على الصحة والتعليم ثلاث أضعاف القيمة الحالية على الأقل لأن الامراض والأوبئة تنتشر في الأوساط الجاهلة والفقيرة صحيًا بدرجة تفوق عشرات المرات المجتمعات المثقفة التي بها رعاية صحية حقيقية. لذلك فالاستثمار في التعليم والصحة أرخص بكثير من الإنفاق على وقف مرض أو وباء. تصور ظهور هذا المرض او غيره في بلد فقير او متواضع القدرات التقنية غير الصين فكيف سيكون الحال. بلد ليس بها مستشفيات وأطقم طبية ومستلزمات وادوية لمواجهة المشكلة الطارئة. قطعا سينتشر فيها المرض كالنار في الهشيم. لذلك لا يجب ان تقصر الدول في الإنفاق على الصحة والتعليم لأن هذا هو الضمان الوحيد للنجاة من الأوبئة إذا حلت بالوطن ولا يجب ان نفكر في تكاليف الرعاية الصحية فهي اهم من السلاح والطرق والكباري، والاستثمار في صحة البشر مطلب مشروع وملح وأساسي لأي مجتمع.
⇧


















