×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

حسن بخيت يكتب : " مهلًا أيها الشامتون "

حسن بخيت يكتب  : " مهلًا أيها الشامتون "
حسن بخيت يكتب : " مهلًا أيها الشامتون "

بقلم : حسن بخيت 
فور انتشار الأنباء عن فيروس الكورونا ، الذي أصاب الصين ،وجاء رد الفعل العربي التنوع بين المتعاطف مع الصينين وعددهم قليل ، وآخرون غلبت عليهم الشماته فيهم وهم الأغلبية ، نظرًا لظهور هذا الفيروس عقب محاصرة الحكومة الصينية لمسلمي الأيغون .
 تفسيرات كثيرة كتبت على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة لما يحدث الآن في الصين ، منها ما يقبله العقل ، ومعظمه مبالغ في تأويله ، فالغالبية اعتبروا ظهور فيروس الكورونا هو انتقام الإله ورده على محاصرة الصين لمسلمي الأيغور وتعذيبهم قبل شهور ، واعتبر آخرون أنه انتقام لجرائم الصينين ضد المسلمين.

وقال مغردون : أن فيروس كورونا مصتنع ووراء ظهوره أمريكا وترامب لوقف النمو الاقتصادي الصيني الذي أصبح مرعبًا ، بينما اتخد فريق ليس بالقليل من المغردين العرب موقفاً معارضاً للشماتة والتفسيرات التي اعتبروها ساذجة.
ـ أحترم كل الأراء ولا أقلل من عقول الأخرين ـ لكن تعالوا معي نحلل ونناقش القضية بالعقل وبدون عصبية وفقدان للعقل والفكر. 
أولًا : لا أحد ينكر أن الأزمات كالأعاصير والزلازل وانتشار الأمراض كالفيروسات، وغيرها من الظواهر والأزمات التي لا دخل للإنسان في تواجدها ، تحل بالدول دون إختيار منها ، بل رغم أنفها ، وتكون مكرهة عليها ، لأنها جند من جنود الله يرسلها كما يشاء ، ولمن يشاء ، وتكون للعبرة والعظة ، أو للابتلاء والإختبار ، وأحيانًا للغضب والانتقام ،ولا يعلم أمرها الا الله  ـ سبحانه ، فالكون بيده والبشر عباده ، وكل شيء عنده بقدر معلوم  ..
 ثانيًا : الأمر ليس بوقوع الأزمة أو مجيئها ، فقد رأينا دول كبري متقدمة تتعرض لأكبر وأصعب الكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين والاعاصير ، او انتشار الفيروسات ، وغالبًا ما تكون خسائرها البشرية أوالمادية متدنية جدًا مع حجم وقوة الكارثة ، بينما نرى الأمر مختلف تمامًا في دول أخرى ، فقد تمر تلك الدول بمشكلات بسيطة ، لا تصنف كأزمات أو كوارث ، كسقوط أمطار غزيرة، أوانهيار عقار ،او انفلونزا عادية ، ونراها تعصف بها ، وتغرق في شبر من المياه ، لانها غير مهيئة ولا تمتلك من فنون التعامل مع الأزمات أي رصيد ، وتفشل في الخروج من الأزمة بسلام.

والعجيب أن نفس المشكلة تتكرر معها عام بعد عام ، لتكون المحصلة مئات بل ألاف من الوفيات ،  والخسائر المادية تكون فادحة ، لأنها لم تستطع التعامل مع الأزمات لا بعلم ولا بفن إدارة الأزمات، ولاتوجد ثقافة لدى المواطن للتعامل مع أي مشكلة " ولم تتعلم من أزماتها السابقة في المستقبل ، لأنها تعتمد على العشوائية في التخطيط ، بجانب الجهل والتخلف السائد بين مواطنيها... 

تساؤلات تفرض نفسها ..

لماذا كل هذه الحملات والتغريدات التي تظهر الشماتة في دولة أصابها الله ـ سبحانه ـ بأزمة حتى ولو كانت غير مسلمة ، وفي الوقت نفسه، لا ينكر أحد أنها دولة متقدمة وشعبها منتج ومخترع وتستفاد من اختراعاته وإنتاجه وفكره وعلمه العالم كله ، وعلى رأسهم الدول العربية ؟!!!

الصين ليست دولة الملائكة ، وفي نفس الوقت دولة ليست عدوانية كدول أخري تريد السيطرة على العالم العربي بالبلطجة ، وكلنا نعرفها !!!
معظم المغردون العرب يدعون ويتمنون انهيار الاقتصاد الصيني !!! ،ولم يفكر واحد منهم أو يسأل نفسه سؤال واحد ، كيف نعيش نحن العرب بعد انهيار الصين اقتصاديًا ؟ وكل ما نستخدمه نحن العرب الآن فى حياتنا اليومية ولا يمكن الاستغناء عنه بأي شكل كان، لم يخترعه العرب أو المسلمون مثل: التليفون والموبايل والتلفزيون والكمبيوتر والطائرة والقطار والكاميرا والسيارة والثلاجة والغسالة وجميع الأجهزة الكهربائية والالكترونية ،  وأدوات المدارس من قرطاسيات وأقلام ... إلخ ، ناهيك عن الملبس والمأكل وكل مقومات الحياة ، حتى فانوس رمضان ولعب الأطفال وعيدان الكبريت والولاعات ليست من صناعة العرب ، أى أننا نستعمل فواكه الحضارة الحديثة هذه من دون أن نشارك فى صناعتها بكل أسف!
المسلم لا يشمت في أحد ، فداء الشماتة لا تتصف به إلا النفوس المنحطة الوضيعة ، والمسلم ليس كذلك ، فلماذا نرى الشامتين يغردون ويكتبون ويتحدثون بفرحهم وسرورهم نكاية ببني بشر قدموا للبشرية الكثير من المنافع؟  فيعمل إعلام الشامتين على منصات التواصل الاجتماعي على إظهار الغبطة والنشوة بما يحصل لهم ، ويتصدى الشامتون لوسائل التواصل يردحون ويرقصون طربا لتلك الأزمة،وما ذلك إلا لأن الشامتين يختلفون مع أولئك في طروحاتهم أو آراءهم أو أفكارهم أو منهجيتهم.
لكن : ماذا نفعل مع جهلاء الدين وأنصاف العقول؟ ، فديننا الاسلامي حرم الشماتة ولم يبيح للمسلم أن يشمت في مصائب غيره ، ولا أدري كيف يبيح المسلم لنفسه الشماتة سواء بأخيه المسلم أو بفير المسلم ؟ فهل لك أن تتشفى بمصيبة الأخرين ، حتى وإن كنت تخالفه ؟ ألم يرد على مسامعك : (أن النبي صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام، فقيل له إنها جنازة يهودي، فقال: أليست نفساً؟ )

تساؤلات كثيرة أخري لن أذكرها ، لأنني ولا أجد إجابة لها !!!

 لكن : ما العمل؟ وأين الحل ؟ 
لماذا وصل الحال بنا إلى هذا المستوى البائس؟ وكيف ننفلت من أسر هذا الوضع المحزن والمخزي؟ كيف ننهض ؟

للأسف لن ننهض ولن نخرج من عنق الزجاجة ، لأن طريقة تفكيرنا هى المشكلة نفسها ، ورؤيتنا للعالم هى المأساة الحقيقية ..
ومع كل هذه التحديات والصعاب التي تعرقل نمو ونهضة الأمة العربية والاسلامية ، إلا أنني أؤكد أن خلاصنا من واقعنا المر لن يتحقق إلا عندما نحرر عقولنا من كل ما يعرقل نموها وتطورها ، ولا بديل لنا من أن نصنع مجتمعاً ينهض على العلم، مجتمعاً ينعم بالفكر والأدب والوعي والثقافة ، مجتمعا يقدر قيمة العمل والإنتاج، مجتمعاً يسهم بنصيب فى إثراء الحضارة الإنسانية. مجتمعاً ينفر من القبح والفوضى والقذارة، مجتمعاً يبجل قيم الحق والخير والعدل. 

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 05:13 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17