أيام في بيت المحترم
بقلم : د.هدى بسيوني
قلبك يا سيدتي حزين ! تهربين من مشاعرك الجميلة وتختاري الطريق الحزين ! ما أريد سوى أن أراكي تبتسمين وتنسي هم الليالى والأنين ! ما أريد سوى أن أكون بجوارك فى وحدتك اسمع منك وتسمعين ! ما أهوى إلا التخفيف عنك ومحو أعباء قلبك الحزين المسكين ! فأنا أقدر جيدًا وضعك وأعلم أنك سيدة يزينها الأدب ولكن عفواََ فـ"قلبك يا سيدتى حزين".
هكذا هي البدايه ، هكذا تكون المفردات التي تسرق القلوب وترمي بذور الحنين في أيام وليالي القلوب لتطرح براعم المشاعر وأوراق اللهفة والحنين، ثم تتوالى الأحداث وفجأه يختفي رامي البذور وزارع الود والحنين ، حينها فقط تدرك أنك كنت أسير الخيال ، وسجين مشاعر رويتها أنت بقلبك قبل أن يقتلعها الحنين، وتشعر أن زارع الحنين يخبو من عينيه الشوق والحنين وتتنازعه الأيام وتسرقه الليالي وتشتعل بقلبه المعارك فتصبح وكأنك أحد الخيارات العديدة عنده ،حينها يتعين عليك أن تساعده على تقليل فرص اختياراته عن طريق إزالة نفسك من ازدحام قلبه المروري ، وخريطه عقله المشغول دومًا، وتلملم بقاياك ، ليبقى قلبك ياسيدتي حزين.
على النقيض من تلك الصوره مانت هناك وراية أخرى لصوره أخرى من مشاعر الحياه ترويها العزيزة شافكي المنيري المذيعه بالتلفزيون المصري تتمتع بشياكة العقل والمظهر ، الروح الابتكارية والحماس واللمسة الجمالية ، وقبل كل هذا الأصالة وأخلاق بنات الأصول والثقة بالنفس، فدائمًا شافكي كزوجة وحبيبه لا تنشغل بالآخرين ، ودائمةالاجتهاد والخبرات ، عاشقه لمهنة الإعلام بأصولها،صادقة في حديثها عن الفارس النبيل الصديق والحبيب والزوج الغالي الراحل ممدوح عبد العليم.
استطاعت شافكي أن تقدم تجربة إنسانية وليس كتابًا بمعناه المتعارف عليه ، شافكي تتحدث عن قيم عظيمة يجب أن تسود في حياتنا التي غلبت عليها القسوة ، شافكي تعيد إلى أذهاننا نموذج الحب والاحتواء والقدوة الذي افتقدناه في صخب الحياة، ولم تغب شخصيتها كإعلامية وكاتبة تجيد التعبير بالكلمة وهي تتحدث عن عمر جميل في بيت رجل جميل عشقته وتألفت قلوبهم وتزوجته وكونا أسرة احتوت الحب والإحترام المتكامل، تروي مراحل الحب والاحترام والسعادة والاحتواء والحرية مع الحفاظ على مقومات الرجل الشرقي، الرجل النبيل الغيور، الحاضر دائمًا الرجل الذي لا تغيبه الليالي والأيام موجود سنداََ.
تحكي شافكي تجربتها هي وابنتها الجميلة هنا ووزوجها الراحل ممدوح عبد العليم حالة مصرية تكتب عن أيام عايشتها في بيت الزوجيه الذي وصفته باسم نعرفه جميعًا ولاننطقه ، هو بيت المحترم، ولم تقل بيت الحبيب أوالعاشق أوالغني أوالحنون..
فقط أيام في بيت المحترم فهذا هو المسمى الأكثر أمانًا وحبًا وسندًا وحماية ، تذكرنا بذات الشجن الجميل في هوانم جاردن سيتي والزمن الجميل وسينما الأبيض الأسود وسيمفونيه الحب في "نهر الحب" ودفء البيت المصري في"ليالي الحلمية" وزمن الإعلام و"التليفزيون ذو القناتين" و "كورنيش النيل" و "الأهرامات" و"الناس الطيبين" هكذا هي الحياه كما نتمنى أن تكون دائمًا "أيام في بيت المحترم".


















