حكاية من مقعد الحديقة مش لازم يفهموك.. كفاية تفهم نفسك .. بقلم جيهان ثابت


في ركن هادي في جنينة قديمة، فيه مقعد خشب بسيط… لا لون، لا نقوش، ولا حتى ناس كتير بتقعد عليه.
بس الحقيقة؟ المقعد ده شاف أكتر من أي حد.
في صباح دافي، جات ست في منتصف العمر، قعدت عليه وهي شايلة همّ ساكت.
فتحت شنطتها، وطلّعت ورقة صغيرة مكتوب فيها:
“لو العالم مش فاهمك… كفاية إنك إنت فاهم نفسك.”
بصّت حواليها وسكتت شوية، وبعدين قالت بهدوء:
“بطلت أجري ورا إعجاب حد… مبقتش محتاجة أشرح أنا مين.
أنا محتاجة أكون… أنا، وبس.”
والمقعد؟
مكنش بيسمع… بس حَسّ.
اتعود على القلوب اللي بتتكلم بصوت واطي.
اتعود يطبطب من غير كلام.
تاني يوم، جه ولد صغير، شايل كراسة رسم.
قعد، وبدأ يرسم المقعد.
وتحت الصورة كتب:
“هنا بيقعد اللي عايز يسمع قلبه.”
المقعد عمره ما اتكلم،
بس دايمًا كان صُحبة حلوة للي نسي يسمع نفسه.