مازن الغرباوي يكشف رحلة تأسيس مهرجان شرم الشيخ: 10 سنوات من الإيمان والتحدي
عقدت إدارة مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، برئاسة الفنان مازن الغرباوي ندوة الاحتفاء باليوبيل البرونزي للمهرجان، خلال فعاليات دورته العاشرة.
أدار الندوة المخرج والناقد جمال عبدالناصر، بمشاركة الفنان مازن الغرباوي رئيس المهرجان، والدكتورة إنجي البستاوي مدير عام المهرجان، والكاتب إبراهيم الحسيني.
واستهل المخرج والناقد جمال عبد الناصر حديثه، قائلا: "إننا في هذه الندوة الخاصة نحتفل معا ببلوغ مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي محطة فارقة في تاريخه، وهي اليوبيل البرونزي بمرور 10 سنوات كاملة على انطلاقه، 10 سنوات لم يكن المهرجان خلالها مجرد فعالية فنية، وإنما مشروعا كبيرا للنهوض بالمسرح الشبابي عربيا ودوليا، ومساحة مفتوحة للإبداع، والتجريب، وتبادل الثقافات، وصناعة جيل جديد من الفنانين".
وأضاف: "لقد نجح المهرجان عبر دوراته المتتابعة في أن يرسخ وجوده كواحد من أهم المهرجانات المسرحية في المنطقة، مستثمرا موقع شرم الشيخ كمدينة عالمية، ورافعا شعار الانفتاح على التجارب الشابة، واكتشاف المواهب، وتقديم عروض من مختلف أنحاء العالم".
من جانبه، قال الفنان مازن الغرباوي: "إننا نحتفي اليوم بمرور 10 سنوات على مشروع كان الجميع متكاتفا فيه، والجميع قدم الدعم والمحبة هو مشروع مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، اليوم نكمل 10 سنوات، كانت البداية عام 2013، وكانت سنة ذهبية بالنسبة لي، حيث حصلت فيها على جائزة الدولة التشجيعية، وشاركت في مهرجان كبير في فرنسا. وعندما شاركت في هذا المهرجان ومعي العديد من الفنانين، سألنا أنفسنا: نحن كمصريين مبدعون للغاية، فلماذا لا يكون لدينا مهرجان للمسرح والسينما؟ ومن هنا جاءت الفكرة، وقررنا تنفيذها، ومن 2013 إلى 2016 مررنا بمراحل عديدة".
وأضاف: "في عام 2014 قدمت مسرحية "طقوس الموت والحياة"، وتم عرض هذه المسرحية في مهرجان بالجزائر، وحققت نجاحا كبيرا للغاية، وعقب العرض عقدنا جلسة نقاش حضرتها الأستاذة وفاء الحكيم والفنان فتوح أحمد، رئيس البيت الفني للمسرح آنذاك، وتحدثنا فيها عن حلم المهرجان، وكنت وقتها قد سجلت الفكرة في الشهر العقاري، وتواصلت مع الأستاذة وفاء الحكيم التي كانت متحمسة للغاية لفكرة المهرجان، وبالفعل التقيت وكيلة وزارة الشباب والرياضة، التي تحمست للمشروع للغاية، وقررت تنفيذه، وقلت لها: بشرط أن أكون رئيسا للمهرجان، فقالت لي: أنت رئيس المهرجان، ونحن سنقدم لك كل الدعم، وكانت الدكتورة إنجي هي المدير التنفيذي للمهرجان، وبدأنا في تحريك المشروع".
وتابع: "كنت أعمل 18 ساعة يوميا من أجل التحضير للدورة الأولى للمهرجان، ولولا إيمان مؤسسات الدولة المتمثلة في وزارة الثقافة لما خرج المشروع إلى النور، فقد كان الجميع متكاتفا لتقديم الدعم للمهرجان في مدينة شرم الشيخ"، إلى جانب وجود الفنانة الكبيرة سميحة أيوب التي كانت ترافقنا بعد أن آمنت بنا، وأصبحت الرئيس الشرفي للمهرجان، ولولا هذه السيدة العظيمة لما كان لهذا المشروع أن يُقام. والحقيقة أنني تواصلت مع الفنان محمد مهران الشريك في الفكرة ليكون مديرا للمهرجان، لكنه اعتذر".
واستطرد الغرباوي، قائلا:"أُقيمت الدورة الأولى في يناير 2016 بمعجزة، وكانت تحتوي على مسابقة واحدة فقط، وانطلقت دورة الأستاذ الراحل هاني مطاوع، وقد ولد المهرجان كبيرا لأن لدينا دقة في التفاصيل، ولأن كل المؤسسات كانت تقف إلى جانبنا، ولكن بعد الدورة الأولى تعرضنا لهجوم شرس، وكانت هناك أصوات نقدية بناءة، وأصوات أخرى لا نلتفت إليها أبدا، ومنذ عام 2017 أعدنا إحياء جمعية نادي المسرح المصري، وأعدنا تشكيل المهرجان، وحاولنا تلافي بعض الأخطاء، حيث تواصلنا مع الهيئة الدولية للمسرح والهيئة العربية للمسرح، وبدأنا في التحرك لتدشين المهرجان كاسم و(براند)، فكنا مؤمنين بالمشروع رغم ما كنا نعانيه وما نزال نعانيه وسنعانيه من تحديات كثيرة، وأُقيمت الدورة الثانية بشكل قوي للغاية،والحقيقة أنه خلال الفترة بين الدورات فهمت واستوعبت وأدركت أنني لا أمثّل نفسي، بل أمثل بلدي.
من جهتها، عبرت الدكتورة إنجي البستاوي، عن سعادتها بالاحتفال بمرور 10 سنوات على انطلاق المهرجان، الأمس ذهبت إلى أول مكان أقمْنا فيه المهرجان، تذكرت كل الصعوبات التي مررنا بها، وأود أن أشكر مازن الغرباوي، لأنه نموذج للشباب المثقف الواعي، وكان لديه إيمانا كبيرا بالفكرة. في ذلك الوقت طلب مني إخراج حفل الافتتاح والختام فقط، وهذا ما فعلته بالفعل في الدورة الأولى، وفي الدورة الثانية قال لي: "نريدك أن تكوني المدير التنفيذي للمهرجان، لم أكن أعرف ماذا أفعل، لكن مهرجان شرم الشيخ علمني وصنع شخصيتي الثقافية، ومنحني الوعي، لأن الاحتكاك بكل الفئات فتح لي آفاقا كثيرة، وكل ذلك بفضل هذا المشروع الذي أنتمي إليه كليا، فمازن صاحب طموح لا ينتهي.
بدوره، قال الدكتور طارق عمار، محرر كتاب اليوبيل البرونزي: إن دورة اليوبيل هي تتويج لعشر سنوات، ومنذ اللحظة التي تحدثنا فيها عن إعداد هذا الكتاب، ولأنني شاركت في أغلب الدورات، قمت بتوثيق كل دورة بمفردها، ولو نظرنا إلى البيانات الموجودة في الكتاب سنجد أن الدورة الأولى أُقيمت في ظروف صعبة، ومع ذلك كانت دورة فارقة.
وأضاف: "في الدورات التالية وجدنا عدد المسابقات يزداد تدريجيا حتى وصل إلى أربع مسابقات، إضافة إلى مسابقات خاصة بالبحث العلمي والتأليف المسرحي، ومجموعة مسابقات بدأت تتسع عاما بعد عام، وخرج المهرجان خارج مصر، حيث أقيمت نسخة في بولندا ونسخة أخرى في بلد اخر… وهذا لم يأت من فراغ، وفي الكتاب أعددت جزءا إحصائيا بالأرقام، سواء ما يتعلق بعدد العروض، أو عدد الدول، أو عدد الإصدارات. وفي النهاية أقول إنني أحب هذه الكتيبة، نحن الآن أمام مهرجان يعد سوقا عالميا".
ويقام مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برعاية وزارتي الثقافة والسياحة والآثار، والهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، تأكيدا على دعم الدولة للفعاليات الثقافية التي تبرز الوجه الحضاري لمصر وتعزز مكانتها على خريطة السياحة العالمية، في إطار تكامل البعدين الثقافي والسياحي لخدمة أهداف التنمية الشاملة.
كما يحظى المهرجان بدعم كامل من محافظة جنوب سيناء، في إطار التعاون بين المؤسسات الوطنية لتحقيق التنمية الثقافية والسياحية المتكاملة.
وتتولى إدارة الدورة العاشرة الدكتورة إنجي البستاوي، وتحمل الدورة اسم النجمة الكبيرة إلهام شاهين تكريما لمسيرتها الفنية الثرية ودعمها المستمر لقضايا المسرح والفنون، فيما يرأس اللجنة العليا للمهرجان المنتج هشام سليمان، وتحمل الرئاسة الشرفية للمهرجان سيدة المسرح العربي الراحلة سميحة أيوب.


















