×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

في إستراحة الجمعة.. التدخل في شئون الآخرين

المصريين بالخارج

بقلم / محسن طاحون

يحضرني مشكلة بين زوجين عرفت من تفاصيلها ان هناك جاره تتدخل في شؤونهم مستغله طيبة و خجل جارتها و عدم خبرتها في الحياة ..حتى انها عقدت حياتهم فتاره تقول لها لماذا تطبخين .. زوجك معندوش رحمة دعيه يحضر لك طعاماً من المطاعم ..

و تارة تقول لها هو زوجك بخيل لا يقدرك .. لا ارى لديك ذهب و لا مجوهرات ..

و تارة أخرى تقول لها اطلبي من زوجك ان يكتب لك الشقة بإسمك ..

و هكذا حتى عقدت حياتهم و دبت المشاكل و الخلافات بينهم حتى شارفوا على الطلاق ..

إن التدخل في شؤون الآخرين هو سلوك لا أخلاقي منتشر في المجتمع بقصد تصيد أخطاء الآخرين أو إزعاجهم و استفزازهم ، و الشخص المتطفل لا يحترم خصوصيات الآخرين و لا مشاعرهم و لا احاسيسهم و ظروفهم الخاصة ..

كما أن معظم المتطفلين يعانون من ضعف الوازع الديني و الثقافي و الاخلاقي في سماتهم الشخصية ..

و بعض الناس يعيشون في نفوس الناس أكثر مما يعيشون في نفوس أنفسهم

و حقيقةً لو تعلم نصف البشر عدم التدخل فيما لا يعنيهم .. لعاش النصف الآخر بخير

و نصف الثقة بالنفس هي عدم المقارنة مع الآخرين و نصف الراحة هي عدم التدخل في شؤونهم

و عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلَّ الله عليه و سلم " من حُسْن إسْلامِ المرْءِ تَرْكُهُ ما لاَ يَعْنِيه"

حديث حَسَنٌ، رواه الترمذي و أبن ماجه

و قال ابن الجوزي رحمه الله :

" من قطع فضول الكلام بشفرةِ الصمتِ وجد عذوبة الراحة في القلب ".

و قال فيودور دوستوفيسكي :

" إني لا أفهم لماذا يتدخل الناس فيما لا يعنيهم ".

و قال وليم شكسبير:

"تنازلوا عن دوركم في إصلاح الناس و أصلحوا أنفسكم".

للاسف مصطلح الخصوصية منُعدم في مجتمعنا و مشرد ، و البعض يتدخل في لبسك و مظهرك ، و طريقة تفكيرك و معتقداتك و علاقتك بربّك و اهتماماتك و حتى في نيتك .

و في المقابل تعد "الخصوصية" و احترام الحريات الشخصية حق بديهي في المجتمعات الغربية .. لا يخضع الفرد فيها للمراقبة و لا المتابعة و لا التلصص و لا يتدخل أحد في شؤونه الخاصة .. و أصبح "عدم التدخل " من المظاهر التي تثير استغرابنا حين نسافر إلى الخارج ؛ و كأن العكس هو التصرف السليم !!

و الغريب إننا أكثر أمة تملك آيات و أحاديث و مقولات تحث على عدم التدخل في شؤون الآخرين .. لكن لا نُحسن إتباع ما جاء فيها.

و حينما يعطي البعض لأنفسهم حق التدخل في شئون غيرهم، فتنعدم الاستقلالية، وتستباح الأمور الشخصية.

و للحفاظ على علاقة طيبة مع الآخرين يتعين علينا أن لا نتكلم فيما لا يعنينا و ألا نخترق خصوصيات الناس ، و أن نتجنب الأسئلة المستفزة مثل ..

كم راتبك ؟ .. او كم راتب زوجك؟ ..

لماذا لم تتزوجي الى الان ؟ ..

و لماذا تطلقتي؟ ..

كم مجموع ابنك او بنتك كم في الاختبارات ؟ .. جوزك بيعطيكِ كم مصروف للبيت ؟ ..

أم زوجك عاملة إيه معاكِ؟ ..

ليه جوزك ما جاب ليك هدية في عيد ميلادك ؟ ..

ليه جوزك ما بيسفركم بره ؟ ..

ليه ما انجبتي الى الان ؟ ..

و غيرها من الأسئلة التي تثير حساسيتنا و تستفزنا ..

و من أشكال التدخل غير المحمود ايضا ..

ما يحدث من تدخل الوالدان في خصوصيات ابنهم المتزوج و في نمط علاقته بزوجته ، و هو تدخل خاطيء و في غير مكانه ،

فالابن هو المعني بتسيير شؤونه العائلية ...

و ايضا ينطبق الحال على تدخل عائلة الزوجة في نمط علاقتها بزوجها.

و ربما ينظر البعض إلى هذا النمط من التدخل بين الزوجين بإعتباره أمراً عادياً ، و لكنه في حقيقة الامر غالياً ما يترك ندوباً غائرة و ينعكس أثارا سلبية على العلاقة الزوجية ..

و اعلموا ان ارقى الاناقة الاخلاقية هي ان تكون بعيداً عن القيل و القال و عن التدخل في شؤون الآخرين ..

فالبعض يقوم بالتدخل في أمور الآخرين ظناً منه بأنه يقدم خدمة إنسانية و إن الآخرين بحاجة إلى مساعدتهم .. و لكنه لا يقدر الأمور حق قدرها فيفسد أكثر مما يصلح ..

لذا من المهم أن يوازن الانسان خطواته و يعرف متى يتدخل و متى يكون متفرج فقط ..

و من أفضل الطرق للتعامل مع المتطفلين هو وضع حدود و مساحات معينة مع الآخرين و عدم السماح لهم بتخطيها بدون حرج فمن يتدخل فيما لا يعنيه يسمع ما لا يرضيه ..

و لا تخشوا من زعله .. فمن يزعل من الحق .. ابطره من حياتك و ارتاح من تطفله و ازعاجه ..

اتقوا الله في انفسكم و في الآخرين و لا تفسدوا حياتهم بتطفلكم على خصوصياتهم ..

و انشغلوا بأنفسكم و باصلاح حياتكم و اهتموا بشؤون أولادكم فهذا اجدى و انفع ..

فيجب على كل واحد منا أن يراعي حاله أولا ولا يهتم بأمور الناس لأن من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته،

قال تعالى:

« يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ » (المائدة : 105).

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 01:13 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17