فريق العمل وكيفية غرس المفهوم
م.أشرف الكرم المصريين بالخارجنشكو في أغلب مؤسساتنا بمصر من شرقها إلى غربها من معضلة تظهر للجميع جلية، وهي نجاح الفرد المصري على المستوى الشخصي بشكل بارع وباهر، سواءً مهنيًا في مجال عمله حكوميًا كان أو في عمله الخاص، ليحقق نتائج جيدة يشار إليها بالبنان، ونفس الأمر نجده اجتماعيا، نجاحًا في نفسه وأسرته يعبر عنه شخصيًا بشكلٍ واضحٍ بحيث أن نجاحه لا يمت إلى المحيطين به بأي صلة.
ولا يختلف اثنان في أن تلك المعضلة نعاني منها داخل مصر بشدة، وقد أتمادى في القول بأن أكبر سبب لعدم تقدم الوطن بخطوات قوية يكون سببه فشل الغالبية منا في العمل بمفهوم فريق عمل واحد، في حين أننا نلحظ العمل الجماعي لمصريي الخارج بالبلدان الأوربية ويكون بنتائج مبهرة ومدوية، حيث يتم وضع المصري هناك في منظومة تعمل كلها من خلال مفهوم العمل المتكامل، الذي لا ينبني على نجاح الفرد بقدر ما يكون النجاح نجاحًا مؤسسيًا وينغرس هذا المفهوم فيه بقوة وجود المصري بالخارج في هذه البيئة.
وأنا لا أستطيع نقد الفرد المصري في تلك المعضلة الصعبة، ولا أن أوجه له في عمومه أي لوم، إذ أننا كمجتمع قد شكلنا أفكاره ومفاهيمه على أن النجاح هو فقط بأن ينجح بتفوق وبشكل يعبر عن ذاته ونفسه وليس معبرًا عن مجموع، ومن ذلك مثلًا، حين نُحفز إبناءنا على النجاح، نقوم بدفعهم إلى التفوق على من بجوارهم من الزملاء، وليس بالتعاون مع زملائهم لإنتاج عمل جماعي ينجح, وبالتالي يخرج الطفل حاملًا فكرة التنافس الفردي الذي يجعله يتقدم زملاءه في نسب النجاح حتى يدخل الكلية التي يريد، أو في التعيين في أماكن مرموقة.
وحتى في الألعاب الترفيهية للأطفال، أيضا نغرس فيهم مفهوم التنافس الفردي والذي نتيجته فردية تمامًا، فهاهي لعبة الكراسي الموسيقية التي نتعامل بها مع أطفالنا، حيث يتم التنافس على عدد كراسي أقل من عدد المتسابقين ويخرج دومًا أحدهم، فيفكر الجميع في أن يلحق بكرسي، بمفهوم نفسي نفسي ومن بعدي لا يهم.
اقرأ أيضاً
- رئيس الوزراء يُلقي كلمة مُسجلة خلال مؤتمر ” مستقبل الإعلام في مصر والعالم”
- السفارة المصرية بكينيا ترتب لقاءً لوفد وزارة الصحة والسكان المصرية مع وكيل وزارة الصحة الكينية.
- بالإنفوجراف.. مصر تتصدر الأسواق الناشئة في احتواء التضخم
- القوي العاملة تطلق مبادرة "صيادي مصر" لدعم 50 ألف من صغار الصيادين
- لبنان : فرار عشرات السجناء .. ومصرع 5 منهم في حادث سير
- السفارة المصرية ترتب لقاءً لوفد ”وزارة الصحة والسكان” بكينيا
- بالتزامن مع موجة الصقيع.. تعرف على دعاء المطر
- وزارة الهجرة تطلق شعار مؤتمر "مصر تستطيع بالصناعة"
- الخشت: مَنح صلاحيات لرؤساء العمل لإتخاذ القرارات لمواجهة الموجة الثانية من كورونا
- مصر للطيران: 65 رحلة دولية وداخلية لنقل 6 آلاف راكب اليوم
- العمل الأردنية: تتخذ قراراً مهماً بشأن عودة العمالة المصرية
- لليوم الثاني علي التوالي استمرار تصويت المصريين بالخارج بجولة الإعادة لانتخابات مجلس النواب
في الحقيقة، نحتاج لمجهود جماعي كي نستطيع تغيير هذه المفاهيم التي غرسناها بحسن نوايا في أبنائنا, والتي يشابهها الكثير في حياتنا كمجتمع يعيش على أن النجاح هو النجاح الفردي، مما يحدو بالفرد إلى التنافس بأنانية والابتعاد عن التعاون مع من يجاوره، حيث أن نجاح المجموع لا يعنيه.
هذا المجهود يجب أن يبدأ من الإعلام ليشرح ويبين للجميع خطورة التنافس الفردي الذي لا يفيد البناء الكلي للوطن، وأيضا نحتاج هذا المجهود من المدارس والأسرة ودور العبادة، كي ننشر خطورة هذا المفهوم الفردي ونغرس مفهوم العمل بفريق العمل الواحد.
وعلينا في هذا المضمار، أن نرفع من قيمة النجاح الجماعي، فبدلًا من أن ينجح الطالب بشكل فردي، علينا أن نعطيه درجاته من خلال فريق دراسي من أربعة تلاميذ تكون نتيجتهم على قدر دراستهم ومخرجاتهم الدراسية، وأيضًا بدلًا من مكافأة هدافي الفرق الرياضية مثل كرة القدم وغيرها، علينا مكافأة كل الفريق الذي فاز، ومن ذلك بدلًا من إعطاء الجوائز لنجم الشاشة، علينا مكافأة فريق العمل في صناعة الفيلم، وهكذا دواليك.
علينا أيضا التوسع في مفهوم أن النجاح هو قيمة نقدمها للوطن ليعلو شأننا بين الدول عالميًا وليس كي نقتات بنجاحنا الفردي لنصل إلى المال أو الجاه، فقيمة العمل أكبر من مجرد الحصول على المال، حيث أن المال رزق مكتوب، أما النجاح الجماعي ورفع قيمة وقدر الوطن هو عمل يخلده التاريخ ويظل في ذاكرة الأوطان على مر السنين.