أهمية زيارة الرئيس السيسي لفرنسا بقلم محمود النقر

يواصل الرئيس عبدالفتاح السيسي لقاءاته لليوم الثاني في زيارته المارثونيه لفرنسا التي جاءت بعد دعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث يتطلع الرئيسين للتنسيق والتشاور وعقد الشراكه الاستراتيجيه في الملف الأمنى، وملف مكافحة الإرهاب.

وقد قامت الجالية المصرية بفرنسا بتنظيم تظاهرة حاشدة لإستقبال الرئيس السيسي حيث أكد الحاج صالح فاروق رئيس الجالية المصرية بفرنسا بأن هذة الزيارة تمثل قيمة كبيرة لنا خاصة في ظل التوترات العالمية، وان دعوة التظاهر جاءت من أجل توصيل صورة مصر الحقيقية والداعمه لمصر وقائدها.

واكد أن هذه الزيارة تحمل الخير للمصريين المقيمين بفرنسا حيث تم الإتفاق علي وضع حجر الأساس لمشروع البيت المصري في باريس، حيث يضم كل المثقفين والمتعلمين المصريين من جميع المجالات والمقيمين بفرنسا.

أثارة هذة الزيارة ردود أفعال عالمية قويه خاصة في ظل دعوات المقاطعة بسبب الرسوم المسيئة، ومن الجانب الغربي إتهامات بتقويض حقوق الإنسان في مصر.

وقد اظهر الرئيس السيسي في هذه الزيارة التي لم تنتهي قوة الشخصية المصرية من خلال الردود القوية بالمؤتمر الصحفي الذي عقد علي هامش لقاء السيسي وماكرون اليوم.

و قد قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي رفض دعوات الضغط علي القاهره بملف حقوق الإنسان، إن مبيعات الأسلحة الفرنسية لمصر في المستقبل لن تكون مشروطة، معللاً ذلك بأنه سيعقد المسائل، وسيقطع سبل الحوار، كما أن ماكرون لا يرغب في إضعاف قدرة القاهرة على مكافحة الإرهاب في المنطقة، على حد قوله.

أما الرئيس السيسي بدا قويا في إجابته علي سؤال قد وجهه له أحد الصحفيين، حول تعليقه على نفي القاهرة المتكرر لانتهاكات حقوق الإنسان في مصر، في وقت توثق فيه منظمات دولية وتستكر عمليات الاعتقال التي تحدث في مصر.

ورد الرئيس بعمق و تساءل الرئيس السيسي : "هناك 55 ألف منظمة غير حكومية تعمل في مصر، كم منظمة منها اشتكت حول حقوق الإنسان؟".

كما عبر السيسي عن استيائه لما يصوره الإعلام من أن المسؤولين في مصر هم قادة "عنيفين وشرسين.. وأن النظام في مصر هو نظام مستبد"، حسب وصف السيسي، مؤكداً أن هذا "أمر غير لائق"، وأن هذه النظم "ولت منذ زمن".

السيسي أضاف أيضاً أنه مطالب بحماية دولة من "تنظيم (جماعة الإخوان الإرهابية) موجود في مصر منذ 90 سنة، واستطاع أن يقيم قواعد له بكل دول العالم وليس بمصر وحدها"، كما خاطب الفرنسيين بالقول: "إذا كنتم تعانون من التطرف فهذا جزء مما تم نقله منهم".

أيضاً عاد السيسي للتذكير بما يحدث في الدول العربية قائلاً: "كنت أتمنى أن أسأل الذي طرح هذا السؤال عن أخبار لبنان وليبيا وأفغانستان، ليس لدينا حاجة نحرج منها، نحن نجاهد من أجل حياة أفضل في منطقة تعاني اضطرابات".

• الرئيس السيسي يعبر عن رأي الأزهر من باريس

‏

رفض ماكرون أن يتم تصوير أن الرسوم المسيئة للرسوم تمثل الدولة، إنما قال: "إن هذا رأي فرد لأمر معين، وليس رأي الإليزيه أو الرئيس".

هنا قاطع الرئيس السيسي ماكرون، وقال إن موقف مصر حول هذه المسألة صدر من مؤسسة الأزهر التي وصفها بالمؤسسة الدينية التي تقدم الإسلام الوسطي، وهو رفض جرح مشاعر ملايين الناس بحجة التعبير عن الرأي.

كما شدد السيسي على أن القيم الدينية أعلى وأهم من القيم الإنسانية التي وضعها البشر.

وعلي جانب أخر وخلال لقاء الرئيس السيسي، مساء الأحد في باريس جان إيف لودريان وزير خارجية فرنسا، بمقر وزارة الخارجية الفرنسية. عن التطلع للتنسيق والتشاور مع فرنسا خلال الفترة المقبلة بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك.

وأكد السيسي، حرص مصر على تدعيم الشراكة الاستراتيجية مع فرنسا، والتي تمثل ركيزة مهمة للحفاظ على الأمن والاستقرار بمنطقة حوض المتوسط والشرق الأوسط.

وأعرب وزير خارجية فرنسا، جان إيف لودريان، عن تطلع بلاده لتكثيف التنسيق مع مصر حول قضايا الشرق الأوسط، في ضوء التوازن الاستراتيجي الذي تقوم به مصر فى شرق المتوسط، خاصةً وأنها نجحت خلال سنوات قليلة في استعادة دورها الإقليمي.

وقد استعرض الجانبان مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام، حيث تم التوافق علي تركيز التنسيق المشترك بين مصر وفرنسا خلال الفترة المقبلة مع الشركاء الدوليين لإعادة مسار المفاوضات بين الطرفين من أجل التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفق المرجعيات الدولية.

ويتوجه السيسي الثلاثاء إلى قوس النصر ليضع إكليلاً من الزهور على نصب الجندي المجهول قبل أن يلتقي رئيس الوزراء جان كاستيكس ورئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه.

وسيقيّم الرئيسان أيضاً تعاون البلدين في ملفات كبرى متعلقة بالأمن الإقليمي، مثل مكافحة الإرهاب والأزمة الليبية والخلافات مع تركيا في شرق المتوسط.

وتريد فرنسا ومصر تعزيز "المؤشرات الإيجابية" التي بدأت تظهر في الملف الليبي، من اتفاق وقف إطلاق النار الدائم إلى استئناف الحوار السياسي الداخلي.