رسالة من مصري إلى الرئيس بايدن
د.ماهر جبر المصريين بالخارج
في تمام الساعة الثانية عشر ظهر يوم 20 يناير تنتهي فترة الرئاسة الأولى للرئيس دونالد ترامب الذي خاض الإنتخابات للمرة الثانية، لكن البساط قد سُحب من تحت قدميه ليعود مرة أخرى الى الجمهوريين بعد فترته الأولى التي قضاها في السلطة، في نفس اللحظة التي يترك فيها ترامب مهام الرئاسة يؤدي الرئيس الديمقراطي المنتخب بايدن اليمين أمام الواجهة الغربية لمبنى الكابيتول(الكونجرس) في واشنطن دى سى، وقد كان اليمين قبل ذلك يؤدى في داخل المبنى ثم بعد ذلك أمام الواجهة الشرقية ثم جاء الرئيس رونالد ريجان ليجعله أمام الواجهة الغربية، يؤدي الرئيس بايدن اليمين إيذاناً بتوليه مهام الرئاسة رسمياً لمدة أربع سنوات على الأقل.
نحن العرب خاصة والمسلمون عامة لا نعرف هل سيكون الرئيس المنتخب بايدن مثل سلفه، دونالد ترامب،أو سلف سلفه أوباما، وان كانوا جميعاً على مسافة واحدة منا لا يختلفون، كما أنهم كذلك يعتبرون اسرائيل إحدى الولايات الأمريكية، وفتاتهم المدللة في الشرق الأوسط، ولكوني واحد من هؤلاء العرب المسلمين أردت أن أرسل له هذه الرسالة في بداية ولايته الأولى، وأكتب هذه الرسالة لا بصفتي عربياً مسلماً فقط ولكن بصفتي الإنسانية قبل كل شيء.
عزيزي الرئيس بايدن: بداية نهنئك بفوزك بالإنتخابات الأمريكية وكونك أصبحت رئيساً لأكبر وأقوى دولة في العالم، كذلك نهنىء الشعب الأمريكي بك فهو الذي اختارك ولابد أنه احسن الإختيار، لكن هناك بعض القضايا التي دفعتني الى إرسال هذه الرسالة لك، أولها وأهمها على الإطلاق والذي سوف يتبادر الى ذهن سيادتكم هي القضية الفلسطينية، وهذه قضية أو مشكلة لم ترد أمريكا في يوم من الأيام حلها، فهل يكون الحل على يدكم؟.
اقرأ أيضاً
- ترامب يتهم الجيش المصري باستخدام المساعدات الأمريكية لشراء معدات عسكرية روسية
- يوسي كوهين..... بقلم رامي علم الدين
- جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأميركي ترامب : قرارات ترامب قادت إلى السلام في المنطقة
- بقيمة 900 مليار دولار .. ترامب يوقع مشروع قانون الإنفاق المؤقت لتجنب إغلاق الحكومة الأمريكية
- ترامب يهاجم مستشاره السابق للأمن القومي ويصفه بأغبى شخص في واشنطن
- الكونجرس يستعد للتصويت على مساعدات بـ 900 مليار دولار لمتضرري كورونا
- بايدن يواجه ”الخطر الوجودي” لدى دخوله البيت الأبيض
- ترامب يستهين باختراق أنظمة الحكومة الأمريكية
- وزير الخارجية الأمريكى يحذر بايدن من العودة للاتفاق النووى مع إيران
- ترامب يعلن الموافقة على لقاح موديرنا وبدء توزيعه الفوري
- أسبوع المتغيرات السريعة في الشرق الأوسط
- بايدن يرشح عمدة إنديانا ”بيت بوتيجيج” السابق لمنصب وزير النقل
الحل دائماً يكمن سيادة الرئيس في إتباع العدالة أينما كانت، ولنتساءل معاً ما هي جريمة هذا الشعب حتى يُشرد ويُنكل بنسائه وأطفاله وشيوخه هكذا؟، لقد أراد الحرية، وهل هي مطلب غير مشروع؟، تعلم جيداً أنه مشروع وتنص عليه مواثيق الأمم المتحدة، اسمح لي سيادة الرئيس وأنت تعلم جيداً أن هذه المبادىء والمواثيق ما هي إلا حبر على ورق، تُنفذ على الضعيف ويمزقها القوي ويدوسها بالأقدام، وهذا ليس ادعاءً فكم من القرارات الصادرة من مجلس الأمن ضد اسرائيل، وأشهرها القرار رقم 799 الصادر بشأن عودة المبعدين الفلسطينيين، كل هذه القرارات ضربت بها اسرائيل عرض الحائط وداستها بالنعال، ولم نسمع عن مقاطعة أو حظر اقتصادي، بينما نُفذت القرارات الصادرة تاريخياً ضد العراق أو ليبيا كاملة وصدرت قرارات المقاطعة الاقتصادية والحظر الجوي، فمات أطفال رُضع ونساء وشيوخ.
سيادة الرئيس أنا لا أتكلم كما قلت من منطلق كوني مسلماً يطالب بحق مسلمين، لكن من منطلق مشترك بيننا جميعاً وهو الإنسانية، كذلك منطلقاً من المبادىء والأسس التي وضعها زعماؤكم أنتم جورج واشنطن، ابراهام لنكولن، أين تلك المبادىء مما يحدث للفلسطينيين كل يوم دون أن يحرك ذلك ساكناً، ألم تقف أمام تمثال الحرية عندكم في ميناء نيويورك وهو يُضيء النور أمام اللذين ضلوا وأضلوا شعوبهم، كما يُضيء أمام المعذبين والحيارى واللذين فقدوا أرضهم ففقدوا بذلك عرضهم، لتعلم سيادة الرئيس أن الدولة العظمى لا تكون كذلك بفرض قوتها على الإرادة الدولية، وتأديب كل من يُخالفها رأيها، لكنها تكون قوية وعظيمة إذا أنصفت الضعيف وردعت المتجبر، أين الديمقراطية إذاً إذا هي فعلت ذلك، تعلم جيداً أن الشعب الأمريكي يعود الى جنسيات مختلفة لا يربط بينه إلا هذه المبادىء فحافظ عليها لأنه بإنهيارها سوف ينهار الشعب كله.
سيادة الرئيس إن كان العرب والمسلمون في سُبات عميق فالإنسانية تستصرخك وتستغيث بك، أطفال ينادونك وشيوخ ونساء يسترحمونك، هل تسمع أنين أطفال افريقيا وهم يموتون جوعاً، وأنتم تنفقون على التسلح ما تنفقون ونحن في كوكب واحد، هل ترى بلاد الرافدين وبغداد حاضرة العلم ومستقر العلماء اللذين أناروا الدنيا بعلمهم بعد أن كانت ظلاماً دامساً، وكيف أصبحت صحراء جرداء لا معنى فيها لحياة، فهلا رفعتم أيديكم عنها، بل السؤال هل ترى ما يحدث في دمشق منشأ الخلافة الأُموية، وخلفاؤها العظام اللذين سادوا الدنيا ونشروا العدل في ربوعها، وتركوا ميراثاً عظيماً وعلموا الدنيا مباديء الحرية والمساواة، فسادوا وبنوا حضارة في الأندلس دامت زُهاء ستمائة عام، هلا رفعتم أيديكم عنها.
سيادة الرئيس أمريكا تقود العالم وبالتالي فأنتم قائد العالم كله الآن، فهل تتسع لك صفحات التاريخ ليسطر بأحرف من نور على صفحات من ذهب موقف الرئيس بايدن الذي نبذ التفرقة والعنصرية وتوجه بكل جهده لإرضاء ضميره، وسما فوق النفس البشرية الأمارة بالسوء، أو لنقل لتنفيذ ما يتفق مع المبادىء الدولية المعلنة على الورق فقط منذ زمن، هل يستطيع الرئيس بايدن أن يغير ذلك؟.
وفي نهاية رسالتي التي لم تستوفي كل هموم العالم ومشاكله أضعها بين يدي أقوى رئيس دولة في العالم أتمنى للعالم الرفاهية والإزدهار في عهدك، ولنار الحرب أن تنطفىء، وأخيراً أتمنى لنا الإفاقة من غفلتنا.