عظماء و مشاهير تحدّوا الإعاقة وحققوا انجازات على مر التاريخ
الأديب والناقد المصري طه حسين:
حيث أصيب في سن الرابعة بمرد في عينيه، الأمر الذي أدى لإصابته بالعمى، وقد قام أباه بإدخاله كتاب القرية، والذي كان يشرف عليه محمد جاد الرب، حيث تعلم اللغة العربية وتلاوة القرآن الكريم والحساب، وقد حفظ كل هذا خلال مدة بسيطة قد أدهشت معلمه وأباه، وقد انتقل طه حسين لتعلم الدراسة الدينية، وزيادة التعلم في العلوم العربية في الأزهر الشريف، وانتقل لتعلم العلوم العصرية، والحضارة الإسلامية في الجامعة المصرية سنة 1908، ومن ثم بعث من الجامعة لمونبيله في فرنسا، وقد درس اللغة الفرنسية وآدابها، وعلم النفس، والتاريخ الحديث، وقد تعلم كل هذا الناقد والأديب طه حسين وهو كفيف ولا يرى، وأثبت للعالم أجمع أن الاعاقة لا توقف حياة الإنسان
الرافعـــي معجزة الأدب العربي
هو مصطفى صادق الرافعي كاتب مصري من أصل سوري ولد 1298 لقب بمعجزة الأدب العربي. دخل الرافعى المدرسة الابتدائية في دمنهور حيث كان والده قاضيا بها وحصل على الشهادة الابتدائية بتفوق ثم أصيب بمرض يقال انه التيفود أقعده عدة شهور في سريره وخرج من هذا المرض مصابا في أذنيه. واستفحل به المرض حتى فقد سمعه نهائيا في الثلاثين من عمره. لم يحصل الرافعى في تعليمه النظامى على أكثر من الشهادة الابتدائية. مثل العقاد في تعليمه، فكلاهما لم يحصل على شهادة غير الشهادة الابتدائية
الداعية الكبير المُفوه الشيخ عبد الحميد كشك .
هو محامي الإسلام بلا منازع هو ا داعية الكبير المُفوه الشيخ عبد الحميد كشك ل من أكثر الدعاة والخطباء شعبية في الربع الأخير من القرن العشرين وقد وصلت شعبيته إلى درجة أن المسجد الذي كان يخطب فيه خطب الجمعة حمل اسمه في مصر والعالم العربي.
ولد الشيخ عبد الحميد كشك عام 1933م في قرية شبرا خيت في محافظةالبحيرة بجمهورية مصر العربية. • حفظ القرآن وهو في الثامنة من عمر Iوكان الداعية الكريم الراحل الشيخ عبد الحميد كشك كان مبصراً إلى أن صار عمره ثلاثة عشر عاماً ففقد نتيجة المرض نور إحدى عينيه ، وفي سن السابعة عشرة ، فقد العين الأخرى ، وكان كثيراً ما يقول عن نفسه ، كما كان يقول ابن عباس – رضوان الله Iعليه" إن يأخذِ الله من عينيّ نورهما ففي فؤادي وعقلي عنهما نور"
التحق بالمعهد الديني بالإسكندرية وفي السنة الثانية ثانوي حصل على تقدير 100%. وكذلك في الشهادة الثانوية الأزهرية وكان ترتيبه الأول على الجمهورية. ثم التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر. وكان الأول على الكلية طوال سنوات الدراسة، وكان أثناء الدراسة الجامعية يقوم مقام الأساتذة بشرح المواد الدراسية في محاضرات عامة للطلاب بتكليف من أساتذته الذين كان الكثير منعم يعرض مادته العلمية عليه قبل شرحها للطلاب خاصة علوم النحو والصرف.
عين الراحل الكبير الشيخ عبد الحميد كشك معيداً بكلية أصول الدين عام 1957م ، ولكنه لم يقم إلا بإعطاء محاضرة واحدة للطلاب بعدها رغب عن مهنة التدريس في الجامعة ، حيث كانت روحه معلقة بالمنابر التي كان يرتقيها من سن 12 سنة ،
ولا ينسى فضيلته تلك الخطبة التي ارتقى فيها منبر المسجد في قريته في هذه السن الصغيرة عندما تغيب خطيب المسجد ، وكيف كان شجاعاً فوق مستوى عمره الصغير ، وكيف طالب بالمساواة والتراحم بين الناس ، بل وكيف طالب بالدواء والكساء لأبناء القرية ، الأمر الذي أثار انتباه الناس إليه والتفافهم حوله
بعد تخرجه في كلية أصول الدين ، حصل على إجازة التدريس بامتياز ، ومثل الأزهر الشريف في عيد العلم عام 1961م ، ثم عمل إماماً وخطيباً بمسجد الطحان بمنطقة الشرابية بالقاهرة . ثم انتقل إلى مسجد منوفي بالشرابية أيضاً ، وفي عام 1964 صدر قرار بتعيينه إمامًا لمسجد عين الحياة بشارع مصر والسودان في منطقة دير الملاك بمنظقة حدائق القبة بالقاهرة. لقي ربه أسيراً ساجداً بين يديه.
في عام 1972 بدأ يكثف خطبه وزادت شهرته بصورة واسعة وكان يحضر الصلاة معه حشود هائلة من المصلين
للشيخ الجليل الراحل شقيقان هما : المهندس عبد المنعم كشك والمستشار عبد السلام كشك أمين صندوق نقابة المحامين بالقاهرة – وله أيضاً شقيقتان متزوجتان ، وله من الأبناء ثمانية ، خمسة من الذكور ، وثلاثة من الإناث ، أما الذكور فهم : عبد السلام وعبد المنعم ، وهما محاميان ، ومحمد متخرج في كلية الإعلام جامعة القاهرة ، ومصطفى الطالب بكلية التجارة ، وعبد الرحمن الطالب بالإعدادية ، أما بناته فهُنّ : أسماء وهي متزوجة ، وتوفي عنها زوجها ولديها طفل صغير اسمه يوسف ، وخديجة وهي متزوجة ولديها محمود ، وفاطمة طالبة، جميع أبناء الشيخ عبد الحميد
ترك الداعية الكبير الراحل 108 كتب تناول كافة مناهج العمل والتربية الإسلامية، وكان في كل هذه الكتابات ميسراً لعلوم القرآن والسنة ، مراعياً لمصالح الناس وفِقهِ واقعهم بذكاء وعمق وبصيرة . كما توج جهوده العلمية بمؤلفه الضخم في عشرة مجلدات "في رحاب التفسير" الذي قام فيه بتفسير القرآن الكريم كاملاً ،
وهو أول تفسير يعرض للجوانب الدعوية في القرآن الكريم . ويُمثل ضلعاً ثالثاً إلى جانب "في ظلال القرآن" للشهيد سيد قطب ، و"الأساس" لسعيد حوى. يكاد يكون الداعية الوحيد الذي ظل يخطب أربعين عاماً ، ما أخطأ مرة واحدةً في اللغة العربية
و كان أحد الثقاة المعدودين في علوم الحديث فقد كان رحمة الله عليه يُفتي في مسائل الميراث شفوياً وكان يحُل أعتى مشكلات الفقه والأصول وكأنه يسكب ماءً زلالاً
عمار الشريعي الذي أنار دروب الموسيقى
في "سمالوط" إحدى مراكز محافظة المنيا، وُلد طفل ضرير، من أسرة متوسطة، عمل فترة كعازف في بعض الملاهي الليلية، قبل أن يتجه إلى التأليف الموسيقي ويصبح أشهر عازفي الشرق الأوسط و أفضلهم خاصة في مجال الموسيقى التصويرية وتحديدا موسيقى مسلسل رأفت الهجان . عمار الشريعي، الذي استطاع بموهبته وقدراته الموسيقية العظيمة أن يهزم العمى، ويضرب المثل في الكفاح من أجل غايته وهدفه. ظهرت أول إطلاله موسيقية له عندما لحّن أول أغنية له للفنانة مها صبري بعنوان "امسكوا الخشب" وحظيت بنجاح باهر، أدى إلي تهافت الفنانين نحوه، وذاعت شهرته وصيته في مجال الموسيقى، وبدأ في تلحين وعزف تترات المسلسلات ببراعة 40عاما قدم لمحبي فنه الأنغام الشرقية الأصيلة والحديثة، بدأ حياته كعازف أكورديون في إحدى الفرق، وظل يتنقل ما بين الفرق حتى وصل إلى الفرقة الذهبية بقيادة صلاح عرام، وبمرور الوقت أسس فرقة "الأصدقاء"، التي كوَّنها من عدد من المطربين والمطربات الشباب مثل علي عبد الخالق، ومنى عبد الغني، وحنان، وغيرهما. كتب الشاعر جمال بخيت كلمات موجزة مادحًا عمار الشريعي قائلا "يا رحلة الضوء الجميل، يا قلب مغرم بالوجود، ما بين مقام العشق ومقام الخلود، يا قلب " وفي7 ديسمبر 2012 رحل عنا من كان يدافع عن الحقوق والحريات العامة لجيل من الشباب تمكن منه الإحباط لسنوات طوال, لا فرق عنده بين سليم ومعاق, رحل عنا من كان يري هذا الكون ببصيرته, ويجسد الأشياء بحسه, ويعطي الأمل للمتشائمين, ويشد علي يد المترددين, رحل من جعل للمعاق قيمة وقامة كبيرة بين أهل الفن والسياسة في مجتمع لا يعترف بحقوق المعاقين.
الرسام الإيراني جهان بخش صادقي
نموذج أخر تحدى الإعاقة هو الإيراني جهان بخش صادقي ، الذي أصيب باللشل الكلي وأصبح لا يفارق فراشه, استطاع أن يصبح رسامًا, والذي نجح في الإنفاق على أسرته المكونة من 14 فردًا. واستطاع أن يحقق نجاح وشهرة واسعة من خلال لوحاته الملهمة استطاع أن يصبح رسامًا, والذي تعرض وهو في السادسة عشرة من عمره لحادث سيارة في طهران أدى إلى إصابته بكسر في الفقرة السابعة من رقبته حتى أصابعه، وانه تلقى تحفيزًا من أصدقائه لممارسة الرسم، الذي وجد رغبة شخصية في اكتشاف أعماقه، وأنه لم تكن لديه الرغبة قط في ممارسة فن الرسم قبل تعرضه للحادث ولم يفكر يومًا بأن يكون رسامًا في المستقبل. بعد استعادت 15% من وظائف جسده استطاع أن يستخدم راحتي يده في الرسم ويقول: "دخلنا يأتي من لوحاتي وشقيقي وشقيقاتي يساعدونني", ويتراوح سعر لوحة من لوحات صادقي بين 30 و500 دولارًا, ويوضح صادقي أنه فخور لتحدى إعاقته وأنه أصبح رسامًا مشهورًا
قاهر المستحيل عمار هيثم عبد الله
رفض نظرة المجتمع التي تملؤها الشفقة أو الحسرة على حاله، عمار هيثم عبد الله.. الملقب بـ "قاهر المستحيل"، وُلد في الولايات المتحدة، كان مصابًا بالشلل منذ الولادة، ومع ذلك أكمل دراسته الثانوية، حاصلًا على معدل 96 في المائة، وحفظ القرآن الكريم كاملًا عندما أكمل الـ 13 عاماً. استغرق ذلك منه نحو عامين، درس في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، في كلية الإعلام، وتخرج منها حاصلًا على المرتبة الأولى على مستوى الجامعة بأكملها، قبل أن يتمكّن من العمل في صحف سعودية عدة، بينها "عكاظ" و"المدينة"، كما أعدّ وقدّم برنامجًا بعنوان "صوت الإرادة" على محطات فضائية عدة، وكتب قصته مع المرض في كتاب عنوانه "قاهر المستحيل"
