د أحمد عرابي يكتب .. دور المؤسسات التعليمية في مواجهة مخططات إسقاط الدولة المصرية
المصريين بالخارج
في ظل التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها الدول، تبقى المؤسسات التعليمية صمام الأمان لمجتمعاتها. وفي مصر، يقع على عاتق المؤسسات التعليمية دور محوري في التصدي لأي محاولات تهدف إلى زعزعة استقرار الدولة وإسقاطها. التعليم ليس فقط وسيلة لنقل المعرفة، بل هو أيضًا أداة لتعزيز القيم الوطنية، وتنمية الوعي، وإعداد أجيال قادرة على مواجهة التحديات.
حصن الهوية الوطنية " تلعب المؤسسات التعليمية دورًا بارزًا في ترسيخ الهوية الوطنية لدى الطلاب. فهي تعيد صياغة المفاهيم الأساسية التي تعزز الانتماء للوطن من خلال المناهج الدراسية التي تسلط الضوء على تاريخ مصر العريق، ودورها الإقليمي والدولي، وإنجازاتها الوطنية. كما تسهم الأنشطة الطلابية مثل الرحلات الميدانية إلى المواقع الأثرية، والمشاركة في الاحتفالات الوطنية، في تعزيز الارتباط العاطفي بالوطن.
توعية الأجيال بالمخاطر مع انتشار الشائعات ومحاولات التأثير السلبي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يأتي دور المؤسسات التعليمية في توعية الشباب بالمخاطر المحيطة بالدولة. تُنظم المدارس والجامعات ندوات توعوية تتناول التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية التي تواجه مصر، مع التركيز على أهمية التكاتف المجتمعي لمواجهتها.
كما تعمل هذه المؤسسات على تدريب الطلاب على التفكير النقدي والبحث عن الحقيقة، مما يساعدهم في التعامل مع المعلومات المغلوطة والأفكار الهدامة.
غرس القيم والمبادئ تعد القيم الوطنية مثل التسامح، والعمل الجماعي، وحب الوطن، من الأسس التي تُرسخها المؤسسات التعليمية. ويتم ذلك من خلال الأنشطة الثقافية والفنية التي تبرز أهمية التضامن، فضلاً عن برامج العمل التطوعي التي تعزز الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع.
تطوير الكوادر البشرية من خلال تطوير مناهج حديثة ومتطورة، وإدخال التكنولوجيا في التعليم، تسهم المؤسسات التعليمية في إعداد كوادر بشرية مؤهلة وقادرة على المساهمة في تنمية الدولة. التعليم الجيد هو أساس بناء اقتصاد قوي ومجتمع مستقر، مما يجعل المؤسسات التعليمية شريكًا أساسيًا في حماية الدولة من أي محاولات للإسقاط.
التحديات التي تواجه المؤسسات التعليمية
رغم الأدوار الكبيرة التي تضطلع بها المؤسسات التعليمية، إلا أنها تواجه تحديات عديدة، منها:
• نقص الموارد: الحاجة إلى دعم مالي وتقني لتطوير البيئة التعليمية.
• التأثير الإعلامي السلبي: انتشار الرسائل السلبية والشائعات، مما يتطلب جهودًا مشتركة بين التعليم والإعلام لتقديم رسائل موحدة وفعالة.
التعاون بين المؤسسات
لمواجهة المخططات التي تستهدف الدولة المصرية، يجب أن تتكاتف المؤسسات التعليمية مع باقي مؤسسات الدولة. فمن خلال التعاون بين التعليم، الإعلام، والأمن، يمكن تحقيق رؤية متكاملة تسهم في تحصين المجتمع ضد أي تهديدات.
رسالة أمل
المؤسسات التعليمية ليست فقط مدارس وجامعات، بل هي مصانع للعقول والقلوب. بتعزيز القيم الوطنية، وتنمية الوعي، وتحصين الشباب ضد الأفكار الهدامة، يمكن لمصر مواجهة أي محاولات للنيل من استقرارها. ومع دعم المجتمع بكافة أطيافه، تبقى مصر قوية بشبابها الواعي وتعليمها المتطور.