مباراة القرن الإفريقي ”ذكرى لاتنسى”
من الطريق السريع فى بلاد الكنانة إلى إزدحام شوارع قاهرة المُعز ، عابرا ببرودة طقس عروس الأبيض المتوسط، مرورا بسحر وجمال مدينة المنصورة، لأصغر قرى جنوب مصر جئت لأكتب؛نحن أمام مشهد سينيمائى، البطل فيه يقترب مما يُحب، الشعب المصرى أجمع فى صمت، المشاعر مُرهقة، الدموع تتماسك قبل أن تسقط !
خوف مختلف، قلق لا يشبه قلق أيام المباريات العادية، فتلك يمكن التأقلم معها والتكيُّف مع سيناريوهاتها، مهما بلغت ذروتها تبقى تحت السيطرة، لكن هنا عندما يكون الصراع على الأميرة السمراء يصبح الأمر خارج السيطرة، ولا يمكن تخيل أى سيناريو يتعارض مع الأمنيات والدعوات، هنا يتخطى الأمر حدود نشوة إنتصار، أو خيبة هزيمة، هنا التوازن معدوم، إما ذكرى لا تُنسى أو ذكرى يا ليتها تُنسى، لطالما كانت الحسابات هكذا .
جوهر الصقلى حينما شيَّد القاهرة بنى لها ثمانية أبواب شداد، المارد الأحمر يبحث عن البوابة التاسعة، فتلك البوابة ستكون دائما الأكثر أمانا وصلابة.
الفارس الأبيض قد تزوج بخمس أميرات سمروات من قبل، يسعى ويطمح لينال شرف زواج السادسة التى أبهى وأجمل من الجميع، فهو إستعد دوما لغزو الأدغال رافعا رايته البيضاء، ويريد أن يزيل عبارة إنتشرت مؤخرا أنه بات عجوزا ومريضا بالشيخوخة.
اقرأ أيضاً
تعرف على اخر الاستعدادات الأمنية الخاصة بـ"نهائي القرن"
طقس الجمعة.. أمطار خفيفة على القاهرة والصغرى 14
جامعة القاهرة تواصل جهودها التوعوية لمواجهة كورونا
أمطار خفيفة على القاهرة الكبرى والصغرى 16 درجة
لقاء القرن الأفريقي بين الغريمين الزمالك والأهلي في عيون المصريين بالخارجشاهد.. ”مصر أولا .. لا للتعصب” تزين برج القاهرة قبل مباراة الأهلى والزمالك
نائب رئيس كاف يدعم موسيماني قبل نهائي القرن: أتمنى تتويجه باللقب
كورونا حرمته من نصف النهائي.. الصدفة طريق غربال لتحكيم نهائي القرن
غداً.. تايم سبورت تنقل مباراة الأهلي والزمالك
اليوم.. برج القاهرة يضيء برسالة ”مصر أولا.. لا للتعصب”
رئيس هيئة الاستثمار يبحث مع السفير البيلاروسي بالقاهرة جذب مزيد من الاستثمارات
من الأهرامات.. السفير الكوري يحتفي بعلاقات القاهرة- سيول ويعزف السلام الوطني لمصر
هنا العاصمة تسير فى شوارع قاهرة المُعز، فى أزقة الأحياء الصغيرة، تشم رائحة المباراة فى الأجواء، تلمسها فى شجارات الأولاد المنقسمة بين هذا وذاك، فى نقاشات الشباب الواقفين على الطرقات.
مباراة القرن الإفريقي؛ تشاهدها قبل أن تُلعَب على طاولات القهاوى، حيث يرتدى كل واحد بدلة رسمية وهمية كما لو أنه جالس فى استوديو تحليلى ل " سكاى سبورت أو بى إن سبورت " ويبدأ كل واحد منهما فى طرح تشكيلته التى يفضلها، والنتيجة التى يتوقعها، وإن كانت المباراة ستنتهى ب 90 دقيقة أم أنها ستمتد إلى أشواط إضافية.
مباراة القرن الإفريقي ؛ لا تعترف بالأعمال الحكومية .. لا تعترف بالحالة الجوية .. لا تعترف بالحالة السياسية أو الإقتصادية، حتى لا تعترف بحجم الفارق بين الفريقين، الإثارة فيه دائما تظل مستمرة.
مباراة القرن ؛ هى مباراة الشخصية والتحكم فى العامل النفسى .. مباراة التوتر بعد إستقبال هدف، ومعنويات تصل إلى السماء بعد إحراز هدف.
مباراة القرن ؛ إهتزاز الشبكة سيكون صعقة على قلوب الملايين، أو إشارة بفرحة مؤقتة وبداية توتر لملايين آخرين.
مباراة القرن ؛ صوت صافرة الحكم ببداية المباراة ستزداد معها نبضات القلب وسوف تبتدى الدعوات الداخلية للفريق المنتمى إليه، سوف يبتدى المشروع فيها عند طرف أو ربما إنتهائه عند طرف آخر.
فى النهاية ؛ الساعة الحادية عشر مساءا من يوم السابع والعشرين من نوفمبر عام 2020 ، سيكون هناك تقويم جديد وعهد جديد يبدأ، عيد المتعة والحزن فى نفس الوقت.
الأمر أصبح مُحيرا وكاتب التاريخ قد يجف قلمه وهو يُعبر عن هذا الحدث !.


















